Translate

الثلاثاء، 30 يوليو 2013

فضيلة العلامة عائض محمد شعلان


عالم رباني، فقيه مجتهد
مولده في حدود العام 1334 هـ بقرية شعلان من أعمال عزلة بني مُجيع إحدى العزل التابعة لمديرية المحابشة بحجة، ووفاته في يوم السبت 9 شوال 1420 هـ، الموافق 15 يناير 2000.
أخذ عن علماء المحابشة، وكان من الطلاب النابهين والمثابرين في تحصيل العلوم الشرعية، وأصبح في بضع سنين الغرة الشاذخة في أعيان عصره، وحصل على إجازات علمية شاملة، ومن العلماء الذين أجازوه فضيلة العلامة محمد بن علي الشرفي.
عمل قبل ثورة 26 سبتمبر 1962 في التدريس الديني، واستمر بعد الثورة في تدريس العلوم الشرعية الى جانب التدريس النظامي.
 تقلد العديد من المناصب منها مدير معهد ومدرسة "الحسنين" ببني مُجِيع، وتعرض خلال فترة عمله للكثير من المضايقات، وفي حدود العام 1992 أُحيل للتقاعد، فلزم بيته ومسجده واعظاً ومرشداً ومفتياً ومُصلحاً بين الناس.
له العديد من المؤلفات المخطوطة، منها:
لوامع الأنوار لكشف ما خفي على السائل المحتار عن الفرقة الناجية.

السبت، 27 يوليو 2013

لك الله يا علي ما أنصفوك في شيئ


"الامام علي بن أبي طالب عظيم العظماء، نسخة مفردة لم يرى الشرق ولا الغرب صورة طبق الأصل لا قديماً ولا حديثاً"..
بهذه الكلمات البسيطة اختصر الكاتب "شبلي شميل" حكاية الامام علي وشخصيته.. إنه وليد الكعبة وشهيد المحراب .. رجلٌ مهما حاول المرء الإلمام بصفاته وسجاياه فلن يستطيع ذلك..
في الهزيع الأخير من ليلة التاسع عشر من رمضان من سنة 40 هـ فُجعت الأمة بإقدام أشقى الأشقياء عبدالرحمن بن ملجم المرادي على إغتيال الإمام علي وهو خارج لأداء صلاة الفجر بجامع الكوفة .. فلق سيف الشقي هامة الوصي سال الدم على اللحية الطاهرة نظر الإمام إلى من حوله باسماً مستبشراً بلقاء ربه: ((فزت ورب الكعبة)).. وفي صبيحة ليلة الواحد والعشرين رحلة الروح الطاهرة الى بارئها لتحل ضيفاً طال إنتظاره إلى جوار الحبيب والحبيبة المصطفى وبضعته الطاهرة..
مؤامرة حاكتها الأيدي الأثمة .. نسجت خيوطها شيطانة الكوفة "قطا" ونفذها الشقي أخو مراد بعدما منته الشيطانة بالزواج منها إن هو أمهرها رأس أخو الصادق الأمين بِئست المقايضة ..
حسن سبط النبوة يلتقط أنفاس الفاجعة خاطباً في القوم:((لقد فارقكم في هذه الليلة، رجلٌ لم يسبقه الأولون ولا يدركه الآخرون كان يبعثه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للحرب وجبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره.. ))
وكانت أخر كلمات الوصي تشهد على حبه لهذه الأمة التي لم تعرفه حق المعرفة .. وعلى إخلاصه لهذه الأرض التي ما وفته حقه أبداً لا في الحياة ولا بعد الممات: ((الله الله في جيرانكم .. الله الله في الفقراء والمساكين فأشركوهم في معايشكم .. الله الله في ما ملكت أيمانكم .. قولوا للناس حُسناً كما أمركم الله .. ولا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيتولى ذلك غيركم وتدعون فلا يُستجاب لكم .. وعليكم بالتواضع والتباذل والتبار .. وإياكم والتقاطع والتفرق والتدابر ..))
العالم السني المصري محمود أبو ريه في كتابه القيم "أضواء على السنة المحمدية" تملكته الدهشه مما لحق الوصي من جفاء وتجاهل وغمط في حياته على قرب عهد من رسول الله ومن قوم يفترض أنهم الأكثر معرفة بحق ومكانة هذا الرجل وفي هذا نكتفي باشارة عابرة لما ضمنه هذا العالم السني المنصف حيث اثار الحديث في صفحة 249 عن تعمد المشايخ ومن تابعهم من المحدثة والرواة وكتبة التاريخ تجاهل ذكر اسم الامام علي فيمن قام بجمع القرآن رغم سابقته وأعلميته وأحجيته وإجماع الجميع على أنه أعلم الصحابة بعد رسول الله: ((... حقاً إن الأمر لعجيب .. وما علينا إلا أن نقول كلمة لا نملك غيرها، هي: "لك الله يا علي ما أنصفوك في شيئ!!!"))

الخميس، 25 يوليو 2013

فضيلة القاضي العلامة صلاح بن أحمد بن عبدالله فليته




المركز: رازح
القرية: القلعة
القرن الذي عاش فيه العلم: 15هـ / 21م
تاريخ الميلاد:  1355 هـ /     1935 م
ولد في قرية (القلعة), في مديرية (رازح), في محافظة صعدة
(تاريخ الوفاة: توفي في الساعة الثامنة من بعد مغرب يوم السبت 17 مايو 2008م بمدينة نجران ومواراة جثمانه الطاهر بمقبرة القرضين بمدينة صعدة بعد الصلاة عليه بجامع الإمام الهادي يوم الثلاثاء 20 مايو 2008)
السيرة الذاتية للعلم:
عالم, فاضل, مؤلف. هاجر إلى مدينة صعدة؛ فدرس فيها على عدد من العلماء؛ منهم: (مجد الدين المؤيدي), وأجاد في علوم كثيرة, ثم عمل بالتدريس والإفتاء والإصلاح بين الناس, وبنى مدرسة بجوار منزله في مدينة صعدة (مدرسة الامام الهادي ببني معاذ)؛ فتخرج عليه جماعة من العلماء.
من مؤلفاته المطبوعة:
1- القول المبين في الرد على المتطرفين – ط. 2- القول الحق – ط. 3- العقيدة الأصولية – ط. 4- النصيحة العسجدية – ط. 5- النور الواضح – ط. 6- أساس الإيمان – ط. 7- مفاهيم الإسلام – ط. 8- الفضائل الحسنة – ط. 9- مختصر سيرة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)– ط. 10- مختصر أصول الفقه – ط. 11- مختصر النحو – ط. 12- الجواب على رسالة علماء الأهنوم – ط. 13- تفسير جزء (عمَّ) و(تبارك) – ط. 14- منسك الحج والعمرة – ط. 15- منسك الزيارة – ط. 16- النظم البديع. ديوان شعره.
ومن مؤلفاته غير المطبوعة:
 1- روضة الأخيار. 2- مختصر المغني. 3- حياة أمير المؤمنين. 4- حياة (زيد بن علي). 5- ترتيب الأئمة. 6- رجال طبقات الفقهاء. 7- رجال الأمالي. 8- الفرقة الناجية. 9- أركان الإسلام. 10- الجمع بين الصلاتين. 11- جمع آيات الأحكام. 12- الجواب القاضب في الرد على النواصب. 13- القضاء والقدر. 14- الجواب التام على من يسب السادة الأعلام. 15- الفوائد السنية في تحريم النسية. 16- الرسالة المنجية. 17- ديوان شعر في المناسبات والمراثي والنصائح وأغراض شعرية دينية يغلب عليها طابع النظم.
المصدر// د. عبدالولي الشميري، موسوعة الأعلام


الاثنين، 8 يوليو 2013

ولادة هلال رمضان..قراءة شرعية فلكية


بقلم/ زيد يحيى المحبشي
منذ سنوات والأمة الإسلامية منقسمة على نفسها حول أهم فريضة من فرائض الإسلام وهي تحديد دخول وخروج شهر رمضان المبارك بعد أن صار للسياسة دورها في هذا الانقسام المقيت والمزري فهل سيكون رمضان هذا العام بعيداً عن آفة ولعنة الساسة لنشهد ولو لمرة واحدة صوماً موحداً يلملم شتات الأمة المكلومة؟!.. لا أعتقد ذلك، فما نشهده اليوم من انقسامات وصراعات على كل الأصعدة لا يبشر بخير ...
في هذه الوقفة التأملية لن نتطرق لدور السياسة والساسة في تحديد دخول شهر الله بعد أن فقدنا الأمل في توحدهم .. بل سنكتفي بتقديم قراءة سريعة ومتواضعة لموقف الشريعة المحمدية وموقف علماء الفلك من تحديد ولادة هلال الشهر الكريم لعلّها تقود إلى توحيد المنقسم السياسي ..
** الرؤية الشرعية
يقول الله سبحانه وتعالى: (ونزلنا عليك الكتاب "تبياناً" "لكل شيئ" وهدىً ورحمةً وبشرى للمسلمين) .. والملاحظ في الآية الكريمة أن كلمة "تبياناً" أتت منكرة – أي مجردة من أحرف التعريف (ال) – والتنكير في الخطاب القرآني كما هو متعارفٌ عليه لدى علماء اللغة يعني أن الخطاب موجه للعموم وليس للخصوص وفي الكلمة التالية "لكل شيئ" توضيح لا جدال فيه .. ما نجد مداليله في قوله تعالى: (يسألونك عن الأهلة قل هي "مواقيت" للناس "و" الحج ) فقد وردت كلمت "مواقيت" منكرة وهذا يعني أنها للعموم وليس للخصوص لأن الله لم يقصر ذلك على فريضة "الحج" حصراً بل جعل "الحج" عطفاً على "مواقيت للناس" أي لكي يسترشد بها الناس في معرفة دخول الأشهر القمرية عموماً وشهر رمضان منها.
لقد جعل سبحانه وتعالى فرائض الإسلام من صلاة وصيام وحج مرتبطة بأشياء حسية يشترك في معرفتها كل من أحسن المراقبة لتلك العلامات، وكلها متعلقة بالشمس والقمر .. وجعل الأهلة "مواقيت" يُعرف بها بداية العقود ونهايتها، إذا رُبِطَت بالأشهر القمرية، كما هي مواقيت ركنين من أركان الإسلام، وهي الصوم والحج.
وسنة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم هي الفصل في هذا، والتي أولت اهتماماً كبيراً بدخول وخروج شهر الصيام، لأنه من أهم الأشهر، لما يترتب عليه من أداء فريضة الصيام التي افترضها الله على أمة محمد مرة واحدة من كل عام وجعلها في المرتبة الثالثة في قائمة أركان الإسلام بعد الشهادتين والصلاة لما لها من أهمية كبيرة في البناء الروحاني الإنساني واختصها لذاته عكس بقية الأركان (الصيام لي وأنا أجزي به).
لهذا لا غرابة أن نجد الشريعة المحمدية حريصة أشد الحرص على توضيح وتبيين هذه الفريضة بأتم بيان وربط دخولها وخروجها بالأهلة كما هو واضحٌ في آية المواقيت، حيث جعل الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم الرؤية شرطاً في تحديد ولادة هلال الشهر القمري.
والمشكلة هنا لا علاقة لها بموقف السنة النبوية من تحديد ولادة الشهر القمري المشروطة بالرؤية المجردة، بل بما حدث من خلاف كبير حول شرط الرؤية وماهيتها بين علماء المسلمين في القرون التالية للحقبة المحمدية: فهناك من قال بأن الرؤية بالعين المجردة فقط؟ .. وهناك من أفسح المجال في حال تعذر الرؤية المجردة لإمكانية الاعتماد على الحسابات الفلكية لإثبات ولادة الهلال القمري .. وهناك من أجاز الرؤية بالمناظير المكبرة (المراصد الفلكية) بالنظر إلى ما شهده العالم من تقدم تكنولوجي كبير .. ومنهم من رأى جواز استخدام الأقمار الصناعية لتحديد ولادة الهلال القمري.
وبعيداً عن الاختلاف المتواصل لعلماء المسلمين حول الوسيلة الأنجع والاسلم لتحديد ولادة الهلال القمري .. فقد حفلت السنة المحمدية بالكثير من الأحاديث الدالة على الرؤية وأبرزها قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا رأيتموه فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا فإن غُم عليكم فأقدروا له) كما في رواية البخاري ومسلم وفي لفظ: (لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه فإن غُم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين) وهو حديث متفق عليه وفي رواية مسلم: (فأقدروا ثلاثين) وفي رواية مسلم والبخاري: (فصوموا ثلاثين يوماً) وفي رواية عبدالله بن عباس: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن حال بينكم وبينه سحاب فكملوا العدة ولا تستقبلوا الشهر إستقبالاً).
هذه الأحاديث وغيرها الكثير تصب في خانة واحدة هي الاعتماد على الرؤية المجردة لا الحسابات الفلكية ولا حسابات الحاسب الآلي .. والسر في اشتراط الرسول الأكرم للرؤية المجردة دون سواها ما أورده صاحب التاج المذهب لأحكام المذهب من أحاديث نبوية توضيحية منها قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (إنا أمةٌ أمية لا نكتب ولا نحسب، الشهر كذا وكذا ثلاثاً حتى ذكر تسعاً وعشرين) وفي بعضها: (لا تصوموا حتى تروه .. ) إلى أخره.
ومعنى: (لا نكتب ولا نحسب) أي أننا لا نعتمد لعبادتنا الحساب والكتابة وإنما نعتمد على ما أمرنا الصادق المصدوق طاعة لله سبحانه واعتقادا منا أنه الحق.
ويذهب فريق من علماء الإسلام إلى أنه صلى الله عليه وآله وسلم لو أجاز العمل بالحسابات الفلكية لأصبح ذلك تكليفاً على جميع المسلمين في تحديد دخول الأشهر القمرية.
ومعلومً أن أكثرية الأمة على عهد رسول الله أمية ولذا سيكون في اقرار العمل بالحسابات الفلكية تعسير ومشقة كبيرة على المسلمين في حين أن الإسلام دين يسر ألم يقل صلى الله عليه وآله: (بعثة بالشريعة السهلة السمحاء), ويقول: (يسروا ولا تعسروا قربوا ولا تنفروا) ..
صحيح أن تحفظ الرسول الأكرم على مسألة الحسابات الفلكية كان لمصلحة عموم المسلمين لأن غالبيتهم على عهده لا تجيد الكتابة .. لكن بالعودة الى القرآن الكريم المبتدأ تنزيله بالحض على القراءة وما يترتب عليها من كتابة والخاتم تنزيله بالنهي عن الظلم، فهذا يعني أن الإسلام دين "العلم والعدل" وعليه يمكن تفسير توجيه الرسول الأكرم على أنه توجيه وقتي إلى أن يأتي من الأمة الإسلامية أجيالٌ تفقه علم الكتابة والقراءة وما يترتب على ذلك من علوم فلكية لا سيما وأن الحسابات الفلكية كما أثبت العلم الحديث فيها شيئ من الواقعية.
** الرؤية الفلكية
تعميماً للفائدة نورد هنا نبذة مختصرة عن رؤية علماء الفلك حول تحديد ولادة الهلال القمري إجتزئناها من دراسة مطولة للشيخ محمد أديب قبيسي نشرها موقع السيد العلامة محمد حسين فضل الله رحمة الله تغشاه في شهر رجب عام 1425 هـ ..
الولادة الفلكية للهلال القمري تتم عندما يقع مركز الشمس والأرض والقمر بينهما على خط وهمي واحد يقال له: "لحظة الإقتران" أو "فترة المحاق".
حسابات ولادة الهلال القمري"الاقتران" وإن كانت دقيقة جداً ويقينية بحيث لا يمكن احتمال الخطأ فيها من الناحية الواقعية إذا رُوعِيت الحسابات بدقة، إلا أن هذا لا يعني أن الهلال القمري يمكن أن يُرى لحظة الولادة، وهو ما دفع علماء الفلك قديماً وحديثاً إلى وضع معايير معينة وشروط محددة للتنبؤ بإمكانية الرؤية بعد تحديد لحظة ولادة الهلال القمري.
أولاً: المعايير القديمة: وهي التي تم العمل بها حتى بداية القرن العشرين الميلادي وأهمها:
(1) معيار الـ 12 درجة: والمقصود به من الناحية العملية أن رؤية الهلال القمري ممكنة مساء 29 من الشهر القمري إذا كان غروب القمر متأخراً عن غروب الشمس بمقدار 12 درجة، أي بمقدار 48 دقيقة من الناحية الزمنية .. وعلى اساس هذا المعيار وضعت الجداول من قبل علماء المسلمين المسماه بالأزياج وأبرزها زيج الخوارزمي.
(2) معيار انخفاض الشمس: تكون رؤية الهلال ممكنة إذا كان انخفاض الشمس تحت الأفق الغربي عند غروب القمر يساوي مقداراً معيناً يبلغ 9 درجات.
هذه المعايير والتعديلات التي جرت عليها قائمة على علاقة هندسية بين موقع القمر والشمس والمشاهد سواء من حيث الزمان كالمعيار الأول أو من حيث لمعان ضوء الشمس وأثره في الأفق بعد الغروب كالمعيار الثاني.
ثانياً: المعايير الحديثة: توالت التعديلات للشروط المقترحة المساعدة على التنبؤ بإمكانية رؤية الهلال وهي في غالبها مبنية على اعتبارات هندسية وفلكية حتى من قبل علماء فلك العصر الحديث وأهمها:
(1) المنظار الفيزيائي: تمكن الباحث الفرنسي في المرصد الفلكي للجامعة الأميركية ببيروت(فرانس برون) في العام 1977 من احداث تطور نوعي في هذا المجال عندما تطرق إليه من منظار فلكي فيزيائي مركزاً على الظروف الحقيقية والخاصة بالمشاهد والتي لاحظ فيها قدرة العين المجردة على التقاط صور الأجسام الساطعة.
(2) معيار يالوب: اقترح معياراً جديداً قائماً على المعايير القديمة ولكنه أكثر تطوراً وتعقيداً بالاستفادة من خبرته الطويلة في مجال الرصد حيث كان يعمل مديراً لمرصد غرينتش ورئيساً للجنة الأزياج التابعة للاتحاد الفلكي الدولي.
يقوم عمل معيار يالوب على تقسيم إمكانية الرؤية إلى أربع حالات، لأنه حسب اعتقاده يمكن رؤية الهلال بالمرقب أو بالمنظار فقط أو بمساعدة ذلك أولاً .. ثم من الممكن رؤية الهلال بالعين المجردة .. وإما يمكن المشاهدة بالعين المجردة كما في حالات الصحو التام وأخيراً الرؤية بسهولة بالعين المجردة مطلقاً.. وبناءً عليه قام يالو بتحديد ثلاثة عوامل رئيسية لعمل معياره هي:
أ – (عمر الهلال): والمقصود به مقدار الزمن الممتد بين لحظة الإقتران ولحظة غروب الشمس في منطقة معينة وهذا يختلف من مكان إلى أخر .. وتشير احصاءات ما يزيد على 50 سنة أن أصغر عمر للهلال تمت رؤيته بالعين المجردة كان 14 ساعة و48 دقيقة.
ب – (مكوث الهلال): وهو مقدار بقاء الهلال بعد غروب الشمس، أي الفترة الممتدة بين غروب الشمس وغروب القمر, ومعلومٌ أن أقل مكوث للقمر تمت رؤيته بالعين المجردة كان 29 دقيقة.
ج – (الاستطالة): وتعني بُعد مركز القمر عن مركز الشمس بالدرجات كما يرى من الأرض ويقال له"قوس النور- الشفق الاحمر بلهجة اليمن" وذلك لأن الرؤية ممكنة إذا كان الهلال "مركز الهلال" قد ابتعد عن مركز الشمس بحيث صار القمر يعكس مقداراً ممكناً من الضوء يمكن من خلاله رؤية ذلك.. ومعلومٌ أن أقل استطالة مسجلة كانت 6 – 7 درجات.
نسبة اضاءة القمر من العوامل المهمة أيضاً في إمكانية الرؤية.. فإذا كانت الاستطالة بين الشمس والقمر "صفر درجة" فإن الرؤية مستحيلة لأن القمر يكون في فترة المحاق وهذا يعني أنه مظلم ظلاماً تاماً أما إذا كانت درجة الاستطالة بين الشمس والقمر " 180 درجة " فإن القمر يكون بدراً.
** قاعدة عامة:
(1) إذا كانت ولادة الهلال قبل غروب الشمس وكانت فترة مكوثه بعد غروب الشمس بحيث يكون غروب الهلال بعد غروب الشمس أمكن القول بأن اليوم الثاني هو بداية الشهر الجديد.
"اذا كانت ولادة الهلال قبل غروب الشمس وغروب الهلال بعد غروب الشمس فإن اليوم الثاني بداية الشهر القمري الجديد".
(2) إذا كانت ولادة الهلال بعد غروب الشمس أو كان غروب القمر قبل غروب الشمس كان اليوم التالي مكملاً للشهر الأول.
"إذا كانت ولادة الهلال بعد غروب الشمس أو كان غروب الهلال قبل غروب الشمس فإن اليوم التالي المتمم للشهر الاول"
* نموذج تطبيقي:
شهر رمضان باليمن عام 1434 هـ
تمت ولادة هلال رمضان فلكياً صبيحة يوم الاثنين 8 يوليو 2013 الساعة العاشرة و16 دقيقة بتوقيت اليمن وفي مساء نفس اليوم مكث القمر بالأفق الغربي لمدينة الحديدة 5 دقائق فقط بمعنى أنه غرب بعد غروب الشمس بـ 3 دقائق و7 ثواني, ما جعل رؤيته بالعين المجردة متعسرة لكنه كان موجود فوق الأفق حكماً .. وكانت إضاءته أقل من واحد بالمائة من القرص وارتفاعه عن الأفق الغربي درجة واحدة قوسية وزاوية استطالته من الشمس 5 – 6 درجات قوسية تقريباً وكان اتجاه الهلال جنوب شرق وبالتالي وقوعه جنوب الشمس بـ 5 درجات
عمر الهلال لحظة غروب شمس يوم الاثنين 8 يوليو(والتي غابت عند الساعة السادسة و42 دقيقة حسب توقيت مدينة الحديدة) هو 8 ساعات و26 دقيقة
وعندما جمعنا لحظة ولادة الهلال ولحظة غروب الشمس كان الناتج 16 ساعة و58 دقيقة وبطرح عمر الهلال من ناتج جمع ولادة الهلال وغروب الشمس وإضافة ناتج الطرح الى الفترة الزمنية فالناتج (( 29 يوماً و8 ساعات و32 دقيقة)) وهذا يعني أن الشهر القمري الجديد قد دخل فعلا ولذا كان يوم الثلاثاء 9 يوليو 2013 هو اليوم الأول من شهر رمضان لعام 1434هـ بالنسبة لليمن،،،

الثلاثاء، 2 يوليو 2013

العلامة المحقق الشهيد الحسين بن ناصر بن عبدالحفيظ المهلا (استشهد في26 رجب 1111 هـ)



إعداد// حمود عبدالله الأهنومي و أحمد حميد المهلا *
هو القاضي العلامة الحسين بن ناصر بن عبدالحفيظ بن عبدالله بن سعيد المهلا النيسائي القدمي الخزرجي الأنصاري، ولد ونشأ بهجرة آبائه الشهيرة قرية الشجعة، وتتلمذ على جده القاضي عبدالحفيظ (ت 1077 هـ ) وهو العالم الذي رحل إليه طلاب العلم من الآفاق للقراءة لديه في تلك الهجرة المباركة، فأخذ عنه لمدة عشرين سنة في الفقه، والنحو والصرف، والمعاني والبيان، وأصول الفقه، وأصول الدين، واللغة، والفرائض، والتفسير، والمنطق، وكتب الطريقة وغيرها من أنواع العلوم، حتى أجازه إجازة عامة، ووصفه جده عبدالحفيظ حين أجازه بأنه: " الولد الحفيد، العلامة، المحقق، عين علماء عصره في المعقول والمنقول، ومرجع نحارير الزمن الذين لهم ملكة في الفروع والأصول"، كما تتلمذ على والده ناصر بن عبدالحفيظ، وعن السيد العلامة محمد بن الحسن بن القاسم (ت 1079 هـ) مؤلف "سبيل الرشاد" وكانت له به علاقة متميزة، كما استجاز من المحدث الحسن بن علي العجيمي الحنفي اليمني الأصل المكي الدار ( ت 1113 هـ )، وجرت بينهما مباحثات ومراسلات.
وصفه المؤرخون والرحالة بالعلم الغزير والتحقيق العجيب والموسوعية المذهلة في العلوم المختلفة، ومنهم الشيخ عبدالرحمن بن محمد الذهبي الدمشقي (ت 1128 هـ ) الوافد إلى اليمن، الذي كان قد اطلع على مكاتباته للعجيمي إلى مكة، فلما لقيه في بندر اللحية فوجد منه "بحرا لا يدرك ساحله"، ووصفه في كتابه "نفحات الأسرار المكية" بأنه كان آية من آيات الله، ومنحة، منحه الله تعالى من أحب عبادته ورضاه، وأنه خاتمة المجتهدين، وبقية علماء آل البيت العاملين، وذكره صاحب "نفحات العنبر" بأنه كان "إماما في العلوم محققاً، وبحراً متدفقاً"، ووصفه تلميذه ابن الوزير بالآتي "الحافظ إمام المتأخرين، وأكمل المتبحرين، وحافظ سنة سيد المرسلين، والمدعو في متأخري الحفاظ بأمير المؤمنين، بركة الأنام وشرف الإسلام".
ولما اقتعد للتدريس بهجرته في الشجعة بالمحابشة وفي القويعة بالشاهل أخذ عنه أتباع كثيرون وطلاب من الشرفين وغيرها واستجازه كبار العلماء في عصره، منهم علامة اليمن ومؤرخها عبدالله بن علي الوزيري ( ت 1147 هـ )، ووالد مؤلف طبقات الزيدية وهو السيد العلامة القاسم بن المؤيد محمد بن الإمام القاسم بن محمد (ت 1127 هـ) أجازه في مؤلفه "شرح البوسية"، كما أخذ عنه الرحالة والسياح مصطفى بن حسين اللطيفي الحموي المتوفى بحلب الشهباء سنة 1123 هـ، وهاجر إليه العلامة علي بن عبد الله التهامي الحبوري من حبور ظليمة للدراسة عنده، وقرأ لديه في المنطق (إيساغوجي) وشرح متن الكافل، وفي كشاف الزمخشري، وقد عاد الحبوري إلى بلده بعد أن استشهد شيخه سنة 1111 هـ في فتنة السيد إبراهيم المحطوري.
وأهم تراث خلّفه هذا الإمام هي تلك المؤلفات العديدة والتي اشتهرت في عصره قال تلميذه المؤرخ ابن الوزير في طبق الحلوى:
"إنها طبقت الآفاق وسار ذكرها مسير الشمس في الإشراق"، منها الفقهية والتارخية والأدبية، ومنها مطمح الآمال، وقد طبع، ولعلى أهمها كتبه المخطوطة والموجودة في كثير من مكتبات اليمن والعالم، ومنها المتحف البريطاني، وهو (المواهب القدسية شرح المنظومة البوسية)، وهو ستة أجزاء، شرح فيه منظومة البوسي شرحا عجيبا أبان فيه عن علومه الواسعة وأنظاره الدقيقة، وتضلعه العميق، وكان يشرح ما ورد لدى العلامة البوسي من الفصول والأبواب، ثم يستدرك عليه في الأحكام الفقهية التي لم يتناولها بقوله: وبقي على الناظم أشياء، ثم يذكر أبياته والتي بلغت آلاف الأبيات، وأما البوسي فهو العلامة الفقيه إبراهيم بن محمد البوسي المتوفى سنة 790 هـ الذي كان قد نظم (التذكرة الفاخرة) لشيخ الإسلام الحسن بن محمد النحوي، في منظومته التي سماها (الزهرة الزاهرة في فقه العترة الطاهرة).
لقد تألّق العلامة الشهيد المهلا في هجرته الشجعة كأسلافه وأهل بيته، وأقبل عليه الطلاب ينهلون من علمه ومعارفه، وقد عايش الأئمة القاسميين وهم المهدي أحمد بن الحسن بن القاسم (ت 1092 هـ )، والإمام المؤيد محمد بن إسماعيل بن القاسم (ت 1097 هـ) واثني عشر سنة من حكم المهدي صاحب المواهب محمد بن أحمد بن الحسن بن القاسم (ت 1130 هـ)، ويبدو من خلال كتابه مطمح الآمال أن مخالفات اعتاد عليه العمال لا سيما في الجهات الشرفية أثقلت كاهل المواطنين وضاعفت أعباءهم الاقتصادية، وتحيلّ هؤلاء العمال على أخذ أموال الأوقاف للعلم والعلماء لحسابهم الخاص، وفي هذه الأثناء كانت بلاد الشرفين ممر التجارة المنتعشة والقادمة من بندر (اللحية) وبندر ميدي إلى شهارة والأهنوم وخمر وبلاد المشرق، وانتشر حينها التجار المعروفون بالبانيان وهم تجار الهند المغولية، الذين لم تخل منهم مدينة من مدائن اليمن، وصار بيدهم مفاتيح التجارة والمال مما أثار حنق البعض، كما كان لليهود أدوار اقتصادية وحرفية مؤثرة جعلتهم يستحوذون على حيز جيد من المال.
في الربع الثالث من شهر رجب سنة 1111هـ  ظهر  إبراهيم بن علي المدومي المحطوري الذي اتخذ من حصن مدوم (كحلان الشرف) مقرا لعملياته، وكان بارعا في الطلاسم والشعبذة، واستطاع أن يجن دّحوله كثيرا من القبائل والمواطنين باستثارة حسهم المحلي ضد عمال البلاد المحليين الذين كان كثير منهم يظلمون الناس، وضد التجار الهنود (البانيان) باعتبارهم أجانب، وكذلك ضد اليهود لأنهم ليسوا بمسلمين، وكان من الطبيعي أن يتناقض مع العلماء لأنه ليس بعالم ويعلم أنهم سيقفون حجر عثرة أمام تهوره وقتله للناس بغير حق ومن دون دليل، وقد التف حوله كثير من القبائل الذين لم يكن لهم حظ في العلم والمعرفة طمعا في المال وانتقاما من هؤلاء، ومن السهل أن تنتشر في أوساط هذه القبائل الخرافة والأساطير، فإضافة إلى ما كان لدى المدومي المحطوري هذا من قوة التأثير فقد كان يعطيهم ما يسميه المؤرخون (الطلاسم) لكي يقوي عزائمهم، وبذلك حقق بعض الانتصارات الخطيرة والسريعة ضد جيش الدولة القاسمية التي كانت عاصمتها قرية المواهب القريبة من مدينة ذمار البعيدة نسبيا من (الشرفين)، فانتشرت الشائعات عن الخوارق التي تميز جيشه عن غيره؛ مما أعطاه دفعة كبيرة لمواصلة توسعه حتى وصل ثلاء وخمر.
استمرت حركة المدومي المحطوري أربعة أشهر، وقتل من البانيان واليهود أعدادا كبيرة واستولى على أموالهم، هذه الأموال استطاع بها تحريك الجيوش الجرارة ضد القاسميين، وكانت حصيلة هذه الفتنة مقتل عشرات الآلاف، وبقدر السرعة التي ميزت نجاحات حركته كانت نهايته ثم قُتل في مدينة صعدة بعد أن فر إليها، ورغم أن للعلامة المهلا دورا في نقد السياسات التي سلكها عمال الشرفين إلا أن عداء حركة المدومي المحطوري للعلم والمعرفة جعل المهلا وأمثاله من العلماء عرضة لسيوفهم فاحتز رأسه، وعلق هو ورأس الشيخ حسين بن حسن المحبشي وولده على شجرة طنب بساحة شمسان ،أمام المحطوري، كما قتل كثير من العلماء غيره.
ووري جسد المهلا رحمه الله في قريته مدوم، وذهبت قصة مقتله كل مذهب، وارتاع الناس من هذه الحادثة، وسج لّت له الذاكرة الشعبية كرامات تعكس مدى حب الناس له وتعلقهم به، ويتداول كثير من الناس حتى اليوم أن قبر المباشر لقتله وهو من بعض القرى المحيطة بمدوم يحترق كل ليلة، وكلما وضعوا فوقه شيئا من الأحجار لا يلبثون أن يجدوه في اليوم التالي وقد اسود لونه، مما يعكس حالة الحزن التي أصيب بها أهالي الشرفين من هذا المصاب الجلل.
مصادر الترجمة:
طبقات الزيدية، وتتمة الإفادة، نشر العرف، مطمح الآمال للمترجم نفسه، أعلام المؤلفين الزيدية، هدية العارفين.
* نقلاً عن: مفتاح المجد،العدد(11) 29 رمضان 1433هـ، وهي مجلة نصف شهرية تصدر من مديرية المفتاح-محافظة حجة