Translate

الجمعة، 13 يوليو 2018

تغاريد على طريق الحرية يكتبها زيد المحبشي

 الصرخة شعار سياسي خاص بجماعة سياسية معينة .. والجوامع خاصة بالعبادة وذكر الله وليست مرتعا للفوضى والفتنة .. ومن حق الجماعة الصراخ متى شاءت  في التجمعات الخاصة بها .. فهذه حريات شخصية محترمة وليس لأحد حق الاعتراض عليها .. لكن ليس من حقها تحويل الجوامع الى حلبة للصراخ والفتنة .. كم تألمت في الجمعة قبل الماضية وأنا اشاهد أحدهم يقتحم أحد الجوامع بعد انتهاء الخطبة ليردد الصرخة في استفزاز  محزن لمشاعر خلق الله والناس تنظر اليه بعين الازدراء والاحتقار مرددة بعالي الصوت: اتقوا الله في بيوت الله؟؟؟ ..
* موقفنا من الصرخة ثابت لم يتغير منذ ظهور أصحابها .. لم نجد لها أي سند شرعي ولا يوجد ما يبررها لا شرعا ولا عقلا ولا منطقا وحتى في ايران تم التعامل معها كشعار سياسي وبعد مايو 2015 صدرت توجيهات بالتوقف عنها بعد الاتفاق النووي لانتفاء مسبباتها ومع ذلك نقول أنها مندرجة تحت بند الحريات الشخصية كما هو فكر الملازم وهذا ما نؤمن به ونلقى الله به ومن المخجل استماتت البعض لإفهامنا أنها نزلت مع جبريل عليه السلام الى الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله وسلم في غار ثور وتكفير وتسفيه من لا يؤمن بذلك واتهامه بالعمالة والخيانة والارتزاق والتشكيك في وطنيته .. وانها من حركت العالم ضدنا .. متناسين ان العالم يبحث عن مصالحه فقط ولا يهمه دينك أو مذهبك.أو لونك .. واليمن لمن يفهم التاريخ ضحية لعنة الموقع المتحكم ببوابة الدموع او ما يعرف بباب المندب منذ العام 70 قبل ميلاد المسيح عليه السلام والصراع الروماني الفارسي ولعنة الثروات البكر الزاخرة بها أرضها .. ثم ألم تكن اسرائيل وأميركا وايران والسعودية الى جانب الملكية في ثورة 26 سبتمبر 1962 .. ما الذي حركهم ولم تكن الصرخة حينها موجودة غير مصالحهم بما فيها تأمين البوابة الجنوبية للبحر الاحمر التي اكد عليها الزعيم الصهيوني بن غوريون مرارا في مذكراته الصادرة نحو عام 1956 وهي  من حركة المدمرة الأميركية روزفلت في أحداث 1973 ولم تكن الصرخة موجودة حينها .. قليلا من احترام عقول الناس يرحمكم الله
* قالت جدتي رحمة الله عليها:
 في الحرب يا أولادي تقتضي الحكمة تضييق قائمة الخصوم والأعداء والابتعاد عن كل ما من شأنه إثارة الفتنة والشقاق والنعرات والاحقاد الداخلية بتلاوينها وأنسنة الأقوال والأفعال والسلوكيات والقرارات والرفق بالناس واحترام عقولهم واقامة سنن العدل والحكم بين الناس بالسوية والاهتمام بالفقراء والمساكين وذوي الحاجة وعدم التلاعب بأقوات وأرزاق الناس وعدم تقديم أو تفضيل جماعة من الناس في العطاء والمزايا دون سائر الشعب ومعايشة هموم وآلام البسطاء والتعاطي معها بإيجابية بعيدا عن التعالي والمن والابتعاد عن عبارات التخوين والعمالة لمن هم معكم في نفس الخندق يعانون كما تعانون ويضحون كما تضحون لمجرد اختلافهم معكم في الرأي والفكر والابتعاد عن الألفاظ النابية والفظة في توصيف خصومكم فالحرب أخلاق  قبل أن تكون مواجهة والابتعاد عن الأمراض التاريخية لأنكم ستكونون أول المكتوين بنارها .. وو ..
* السلام بحاجة أولا الى رجال سلام ثم الى تنازلات مؤلمة من الجميع من اجل الوطن وابنائه المطحونين والتنازلات بحاجة الى ثقة متبادلة والثقة بحاجة الى قوة ارادة وقوة الارادة بحاجة الى شجاعة والشجاعة بحاجة الى استقلالية القرار عن المؤثرات الخارجية .. وبما ان هذه الأمور مفقودة بالمجمل والمفصل حاليا .. ولا يوجد ما يدل على امكانية حدوثها أو حدوث بعضها في المستقبل القريب .. لذا لا تتوقعوا شيئا من المفاوضات الجارية على قدم وساق حول ملف الحديدة فمستقبلها محكوم بجريرة سابقاتها ولا تتأملوا من المبعوث الدولي صنع المعجزات فزمن المعجزات قد ولى الى غير رجعة ..
* بالمختصر المفيد
الوطن حزبي ومذهبي ولتذهب الاحزاب والجماعات الى حيث ألقت أم قشعم رحلها ..الاحزاب والجماعات دمرت اليمن وجعلته مرتعا لكل شذاذ العالم .. فلا أحد منها همه الوطن .. ولا أحد منها يعرف ماهية الوطن .. ولا  أحد منها يحب الوطن ومستعد للتضحية من أجل الوطن لا من أجل الجماعة أو الحزب أو ولي نعمته الاقليمي .. ولا أحد منها يفكر مجرد تفكير بالمواطن البسيط الذي لم يعد يدري ما يعمل من أجل مواجهة تبعات الحرب وكوارثها على حياته ومعيشته .. كل منهم نفسي نفسي وليذهب الوطن والمواطن الى الجحيم .. ربنا يكفيهم شرنا ..
* جرائم السجون السرية للإمارات في المحافظات اليمنية الواقعة تحت نفوذها فاقت في قذارتها كل تصور ولم يعد بالإمكان اخفائها بعد أن صارت حديث الصحافة العالمية ومجلس حكوك الانسان الأممي والمنظفات عفوا المنظمات الدولية دون أن يكون لأدعياء حكوك الإنسان أي تحرك عملي وقانوني ضدها بإستثناء مطالب التوضيح والتمكين من الوصول الى تلك المعتقلات وحتى هذه المطالب على استحياء ودون أن تعبئ لها الامارات ولو استجابت جدلا فبعد التخلص من ادوات الجريمة وضحاياها وزرع معتقلات الهوان الاماراتي بالورود والزهور .. ومع ذلك يظل هناك من هو أكثر قذارة وانحطاطا من نتانة روائح هذه المعتقلات وهو من يبررها أو ينكرها من أبناء الداخل اليمني؟؟!!
* حتى في الحرب يجب ان نتعامل مع المختلف أيا كان محاربا أو محايدا بأخلاق رفيعة وأن نترفع عن بذاءة القول والسلوك لأن اللجوء الى البذاءات اللفظية في الحديث يعكس حقيقة ميدانية لا تريد الاخرين معرفتها رغم أنها مرتبطة بحياتهم ومستقبلهم فتلجئ الى الملاعنة والسباب لمواراتها عن أعين الناس وبذلك إن كنت مظلوما تصير أنت والظالم في نفس الخانة..
* الحق لا يعرف بالكثرة أو القلة ولا بسين أو صاد من الناس بل بقوة الحجة ومن يملكها وقدرته على الإقناع ..
فمتى يفهم ذلك بائعوا الأوهام؟؟ ..
* عندما يصل المتصارعون الى الاقرار بحتمية تقديس الوطن وتقديم مصلحة الوطن على ما عداها من مصالح ضيقة؛ شخصية كانت أو حزبية أو مناطقية أو خارجية ..  والى الإيمان بأن التضحيات يجب أن تقدم من أجل الوطن والوطن فقط وليس من أجل الأشخاص أو الاحزاب أو الرعاة الاقليميين أو شركات الدفع المسبق .. حينها فقط يمكننا القول بأن هناك بارقة أمل ونقطة ضوء في نهاية النفق .. ولهذا لا نبالغ إن قلنا أن الأزمة اليمنية لا زالت مطولة قوي  ..