Translate

الأحد، 1 يوليو 2018

زيد يحيى المحبشي يكتب عن عوامل النصر في اليمن

قالت جدتي رحمة الله عليها: النصر يا أولادي يكون للأتقى ثم للأقوى
قلت: وما الذي تقصدينه بالأتقى والأقوى؟
قالت رحمة الله عليها:
الأتقى: هو المتقي لله في نفسه وعباده وبلاده، المقيم لموازين العدل بلا تمييز ولا محاباة، المهتم بالفقراء والمساكين والذين بهم لا بسواهم يكون النصر والتمكين، المتورع وجنوده وحكومته ومسؤولي دولته عن محارم الله ، الحاكم في الناس بالسوية بعيدا عن العنصرية والمناطقية والجهوية والسلالية، العزيز في نفسه، النظيف القلب والبطن واللسان ... فاذا توافرت هذه العناصر فحليفه من الله النصر والتمكين والغلبة على من بغى عليه من الطغاة والجبابرة الأقتام ..  وفي هذا يا أولادي يحكى أن الهادي يحيى بن الحسين رحمة الله عليه عندما خرج الى اليمن قرابة العام 284 هجري قمري بدعوة من أهلها وصل صنعاء فتناهى الى مسامعه أن أحد الجنود غصب شيئا من المتاع من أحد البيوت .. فغضب الامام غضبا شديدا وعاد الى المدينة المنورة ولسان حاله يقول: هؤلاء قوم لا ينتصر بهم .. ثم لحقت به قبائل اليمن وأعطته العهود والمواثيق على الاستقامة .. فعاد الى اليمن مرة ثانية وكان النصر والتمكين حليفه .. فتأملوا يرحمكم الله..
اما الأقوى يا أولادي: فهو من يملك العدة والعتاد والمال والنفوذ لكنه على باطل ومع ذلك فالنصر حليفه في حال عدم وجود خصم متقي لله بسبب فارق التسليح وعديد المسلحين والله أعلم

زيد يحيى المحبشي يكتب عن تجهيل المجتمع اليمني

اليمن تشهد توجه مخيف وممنهج نحو تجهيل المجتمع
كانت مساجدنا عامرة بالعلماء والمتعلمين؛ يدرس فيها علوم لغتنا واخلاق ديننا وأحكام شريعتنا وفلسفة الخلقة والأخلاق والعدل والتوحيد وأصول التشريع والاجتهاد .. كتب متنوعة هي عصارة اكثر من 1300 عام لعلماء الزيدية والشافعية تم تنحيتها  ووضعها في رفوف النسيان .. ثراء فقهي وتشريعي ومعرفي وفكري وثقافي وأدبي بدأ بالذوبان في بحيرة محدلة التجريف والتجهيل .. 1300 عام من انتاج اليمن الفكري والمعرفي والفقهي اختفى فجأة ليتم استبداله وبتوجه رسمي لم يعد خافيا على أحد بالتسطيح والطمس والتجهيل والمنع لأسباب يعلمها الله والراسخون في العلم ..
لم أتفاجأ في نهاية رمضان الفائت بتواصل أحد الأخوة الأعزاء المقربين من الحكام الجدد وأحد المستائين من توجههم المتعمد نحو تجهيل المجتمع .. وهو يشكو لي بكل حرقة وألم تفشي الجهل بأحكام العبادات والمعاملات بين الشباب ووقوع الكثير منهم في المحظورات الشرعية وتجاوز نسبة الالحاد في مدينة صنعاء وحدها 10 بالمئة .. وعندما سألته عن السبب؟ .. قال: توقف تدريس العلوم الشرعية التي اعتاد أباؤنا وأجدادنا على دراستها في المساجد واستبدالها بتدريس فكر الجماعة وبالتالي توقف المساجد عن أداء رسالتها التنويرية .. ما نراه شيئ محزن ومؤسف .. يحتاج الى المراجعة وتدارك ما يمكن تداركه إن كان لا يزال هناك بقية من ضمير
 وحسبنا الله ونعم الوكيل