Translate

الاثنين، 15 يناير 2018

عبودية الأذهان

عبودية الأذهان أشد فتكا وخطورة وتدميرا من عبودية الأوطان ولذا فعلينا أولا كي نحرر وطننا من دنس المحتلين تحرير عقولنا من عقدة الأنا والتطهر من وباء الانتقام والاحقاد والمصالح الشخصية والفئوية والعمل على تفعيل قواسم التقارب لا التنافر  والبحث عما يجمع الناس لا ما يفرقهم
.. زيد يحيى المحبشي

لماذا أكلنا الديك؟!

يحكى أن شيخا أجمع الناس على تقديره واحترامه، وكان صاحب كلمة مسموعة من الجميع، وكان لديه عادة يومية هي أن ينام الظهر حتى يستطيع ان يكمل يومه بنشاط ويقضي حوائج الناس. ولكن في كثير من الاحيان كان لا يستطيع النوم بسبب ديك الجيران الخبيث، حيث كان يصعد الجدار الفاصل بين منزله ومنزل الجيران في فترة نومه، ثم يبدأ (المواويل) بأعلى صوته حتى يستيقظ الشيخ.
ضج الشيخ وغضب كثيرا، وبدأ يبحث عن حل ينهي معاناته مع الديك اللئيم، فقد كاد أن يسبب له الجلطة. فكر الشيخ جيدا، وفي صباح اليوم التالي ذهب الى منزل صاحب الديك، فاستقبله بحرارة، واعتبر زيارة الشيخ شرفا كبيرا. قال الشيخ: أرغب أن أتغدى عندك ظهر اليوم. فقال الجار: هذا شرف كبير يا شيخ. فقال له: بشرط أن لا تكلف نفسك ولا ان تدعو أحدا، أنا أشتهي أن اكل هذا الديك. فقال الجار: لعينيك يا الديك وصاحب الديك.
فعلا، غادر الشيخ، ثم عاد على موعد الغداء، وحين قدم له الديك مطبوخا، انتقم منه الشيخ وبدأ برقبته الى ان فصفص كامل عظام الديك، وبعدها شكر المعزب على كرم الضيافة وغادر وهو سعيد جدا بأن انتهت معاناته مع هذا الديك. حين وصل منزله وضع رأسه فورا على المخدة واستعد للنوم دون ازعاج الديك اللعين، وما هي الا دقائق معدودة حتى بدأ يسمع أصواتا غريبة ومختلفة وبنبرة أعلى. قام الشيخ مفزوعا وركض ليرى مصدر الأصوات، وحين أطل من النافذة رأى 14 ديكا تتجلى جميعها بضرب (المواويل). صعق الشيخ وذهب مسرعا لجاره وسأله عن الديوك وكيف قام بشرائها بهذه السرعة وكيف صعدت مباشرة على الحائط؟! وابدى سخطه وغضبه خصوصا أنه كان يعاني أشد المعاناة مع ديك فكيف سيصبح الحال مع 14. ضحك الجار وقال: صدقني يا شيخ لم أقم بشراء أي ديك، وهم عندي من زمان، ولكن الديك الذي أكلناه اليوم لم يكن يسمح لأي ديك أن يتنفس!!

الحكمة من القصة :

من كوارثنا ومصائبنا ، أننا لم نكن نعرف في السنوات الماضية سوى ديك واحد فاسد ، مستبد، مزعج ، متسلط، ولكن هاجمناه واكلناه ، فظهر لنا من بعده 14ديكا فاسدا، اكلوا الأخضر واليابس!

البحث عن الثقة الضائعة

بقلم زيد يحيى المحبشي
عامل الثقة مفقود بين المؤتمر وأنصار الله
عامل الثقة مفقود بين زعامات مؤتمر الداخل والخارج ومؤتمر أبو راس - الراعي ومؤتمر هادي ومؤتمر أحمد علي
عامل الثقة مفقود بين الإصلاح والسلفيين
عامل الثقة مفقود بين الحراك والشرعية
عامل الثقة مفقود تماما بين أنصار الله والقوى الموالية للعدوان
عامل الثقة معدوم تماما بين المؤتمريين بتلاوينهم والقوى الموالية للعدوان باستثناء مغازلة يتيمة ولن ترى النور بين طارق عفاش وعيدروس الزبيدي
عامل الثقة معدوم تماما بين القوى الموالية للعدوان: الإصلاح وهادي والحراك والسلفيين والناصريين والاشتراكيين والسلاطين والمشائخ
عامل الثقة مفقود تماما بين تحالف الحوثي وتحالف الرياض
عامل الثقة مفقود بين السعودية والإمارات
عامل الثقة مفقود بين إيران والسعودية ونص خمدة بين إيران والإمارات ونص خمدة بين روسيا وأميركا
ومن يدفع الثمن وسط هذا البحر الهائج من إنعدام الثقة هو المواطن اليمني المسكين واليمن الممزق
والنتيجة: المزيد من الصراع على حساب اليمن أرضا وإنسانا وثروة وأمل يزداد كل يوم بعدا بقرب انفراج الأزمة لأن إعادة ترميم وبناء الثقة بين هذا الشبكة المعقدة دونها مراحل طويلة في حال صدقة النوايا للحلحلة وإحلال السلام قد تستغرق أعواما
ما لم يكن هناك متغيرات ميدانية تفرض نفسها بقوة على مائدة المفاوضات من هذا الطرف أو ذاك بحجم إسقاط مدن استراتيجية لازالت حتى الآن تعد خطوط حمراء بالنسبة للرعاة الدوليين وحتى أدواتهم المحلية والاقليمية
أو حدوث تفاهمات وانفراجات روسية أميركية حول الملفات المشتعلة بالمشرق العربي برمته تمهد الطريق لتفاهمات إيرانية سعودية
أو عودة القوى المحلية المتصارعة إلى رشدها وتقديمها تنازلات متبادلة ومؤلمة لبعضها من أجل إنقاذ وطن لم يعد له وجود يسمى اليمن الذي كان ذات يوم سعيدا فصار اليوم أتعس بلد على ظهر البسيطة وتصالحها بعيدا عن تدخلات وأجندات الخارج
أو نزول صاعقة من السماء تخارج اليمنيين منهم جميعا
وكلها أماني تحتاج إلى معجزة
والله أرحم بعباده

خواطر محبشية

ما أحوجنا في ظل المآسي التي نعايشها والنكبات التي نتعرض لها والابتلاءات التي نمر بها الى:
 أن نروي ظمأ القلوب المتنافرة بالتسامح والتصالح والتصافح البيني، عذبا فراتا لذة للشاربين المتعطشين لنخب الأخوة المفقودة؛ وما أكثر الظمأء ..
أن نطحن بذور المحبة المقدسة، لتصير خبزا ملائكيا؛ وما أكثر الجياع ..
أن نرسم من الوجع؛ أقواس فرح ..
أن نصوغ من الألم؛ شموس أمل ..
من الجرح النازف؛ أقمار تفاؤل ..
من البشاعة؛ ينابيع جمال ..
من الكراهية؛ أشجار مودة ..
من الرجمة؛ سهول رحمة ..
من الكآبة؛ حدائق غبطة ..
من القلق؛ أزهار طمأنينة ..
من البرد والقحط؛ صلوات دفء ..
من الحرمان؛ دعوات مغفرة وعطف وحنان ..
ايامكم طيبة كطيبة قلوبكم الصابرة الصامدة المحتسبة ..
حياتكم معطرة بذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله وآل بيته الطيبين الطاهرين وصحابته الأخيار المنتجبين ..
حياتكم عامرة بالتسامح والتصافح والتواصل والتزاور والتأخي والتسامي على كل الجراح ..
حياتكم مزهرة بالحب والأمل والتفاؤل وتفريج الكرب وإغاثة الملهوف وصلاح ذات البين 

لو تكاشفتم لما تباغضتم


زيد يحيى المحبشي
جاء في الاثر الشريف: "لو تكاشفتم لما تباغضتم" ..
هذا المبدأ السامي يحتل أهمية كبيرة في بناء منظومة العلاقات الإنسانية السليمة والانطلاق الواثق نحو بناء ذات إنسانية مؤمنة لا تعرف البغضاء والكراهية والحقد وغيرها من الأمراض المشوهة لحياة الإنسان وعلاقاته الاجتماعية والحياة الإنسانية برمتها.
والعكس فحب الذات والأنا والتمسك بهما ومتابعتهما يجران الإنسان إلى مهاوي الانحراف والابتعاد عن حقيقة الإنسان القائمة على "الأنسنة"..لأن المحور المنظم لعلاقة الإنسان مع أخيه الإنسان حينها، يصبح "الأنا" وحركته تكون كلها من أجل "الأنا" حتى عبادته ومواقفه تصبح من أجل "الأنا".
ولنا هنا أن نسال: لماذا كرم الله سبحانه وتعالى الإنسان بالعقل والروح، وميزه وفضله على سائر المخلوقات؟.
الجواب: لأنه سبحانه وتعالى أراد من المخلوق البشري أن يسمو عن شيئ اسمه "ذات" وأن يتعالى عن آفة "الأنا" الهادمة لصرح مُسمَّى "الإنسان" الذي أراده الله خليفةً له في أرضه.
حب "الذات" و"الأنا" تقود الإنسان بإجماع كل العقلاء إلى الحقد والكره والبغضاء.. ونتائج هذه الأمراض النفسية العداوة والصراع والحروب والقتل والخراب والدمار.. وهذه بذرات الشيطان الرجيم العدو الأول لأبو البشر والبشرية، يزرعها في خلجات النفوس البشرية التي لا يجد الحق سبيله إليها..هذا الإنسان غير السوي قطعاً ليس بخليفة الله في الأرض، بل عدو الله، لأن خلافة الله مشروطة بالخير والإصلاح والإعمار والفضيلة والحب والعدالة..
كم نحن اليوم بحاجة إلى الخروج من دائرة النفس وبؤرتها الإجرامية الممتلئة بهذه الأمراض النفسية ذات العواقب الوخيمة على الفرد والأسرة والمجتمع، وفي النطاق العام والخاص.. خصوصاً ونحن بهذه المرحلة الحرجة من تاريخ أمتنا بما يحوطها من يأس وحرمان وقنوط وملل وغيرها من الأسباب الدافعة بالإنسان إلى التعامل مع محيطه بحيوانيته لا بإنسانيته!!.
وهنا تأتي أهمية إعمال مبدأ المكاشفة كمنطلق إيماني لمعالجة أمراض الذات والأنا البشرية تأسياً بخاتم المرسلين وآل بيته الطاهرين وصحابته ومن تلاهم من الأولياء والصالحين والذين جسدوا هذا المبدأ السامي بدقة متناهية فخلقوا أمة عامرة بالخير والفضيلة ذاع صيتها في مشارق الأرض ومغاربها لا بحد السيف بل بضرب المثل الأعلى في أنسنة الإنسانية.
وهذا التأمثل والتأسي قد يكون شاقاً وعسيراً على الكثيرين في عصرنا المليئ بالأهواء المبتدعة والنزوات المتبعة إلا من رحم ربي، وذلك لأسباب كثيرة وقفت مجتمعة حجر عثرة أمام إمكانية إعادة روح المصارحة إلى جسد المكاشفة رغم ما يعتصرنا من أزمات ومآسي وكوارث ما عادت تبارح مصطبحنا، لعلى أهمها باختصار شديد:
- الخوف من الرؤية الخاطئة: العلاقات الإنسانية السليمة المبنية على قواعد وأسس صحيحة تتعامل بالمكاشفة لفهمها لذاتها وتقبلها للنقد ولا تخاف من الرؤيا الخاطئة وإن طُرِحت وتفهم حركة النفس والعكس بالنسبة للعلاقات القائمة على حب الذات والأنا فهي تتوجس من المكاشفة خشية أن تكون رؤيتها خاطئة وخوفاً من اظهار ما تخفيه من أهداف غير نبيلة فتعرض نفسها للإحراج والإنتقاد.
- عدم فهم العلاقات الإنسانية الصحيحة: لأنها لا تعرف الصدق في العلاقة ولا تعرف الإخلاص لهذه العلاقة الشريفة القائمة على حب الخير للأخر والإيمان بحق العيش المشترك والمواطنة المتساوية ورحمة التعدد والتنوع.
- عدم فهم النفس البشرية وما يدور في خلجاتها: معرفة النفس البشرية لا تعيق حركة الإنسان في مسيرته لكن الذي لا يفهم حركتها يتخوف من المكاشفة لأنه لنفسه غير فاهم ولا مدرك لحقيقتها فكيف له أن يفهم أخيه الإنسان ويكاشفه؟.
- الخوف من النقد: النفس البشرية المريضة غير قابلة للتطور والنمو والارتقاء لماذا؟..لأنها لا تعمل بالمكاشفة والمصارحة خوفاً من النقد وتغير نظرة الاخر نحوها.. لكن الإنسان الواثق الرؤية والسليم المنطق والنبيل المقصد يحب أن يُنتقد ويُوجه من خلال النقد لأجل أن يرتقي ويتطور.

المولد النبوي تأملات عابرة في حدث عظيم

بقلم زيد يحيى المحبشي
* يا رسول الله يا نبي الرحمة يا من كنت تقول حتى جاءك ملك الموت عليه السلام: "أمتي أمتي"، وتسأله وأنت في نزعك الأخير: "أهكذا تنزع أرواح أمتي"، فيقول لك: "وأشد من ذلك"، فترمق بطرفك الشريف إلى السماء مناجياً ربك: "إلهي شدد علي وخفف عنهم" .. ها هي أمتك يا حبيب الله تعيش النزع الأخير، وها هم الطغاة الذين أسقطت عروشهم ينتزعون أرواح أحبابك بلا رحمة وبلا إنسانية وبلا وازع وبلا ضمير ؟؟!!
ما أحوجنا ونحن نحتفل بمولد النور طه الذي أضاء دروب ربيع الإنسانية، وبدد ظلمات حيواتها البهيمية، وبشّر بما لم يكن في حسبان أحد منهم روحياً ومادياً .. إلى التذكير بأنه صلى الله عليه وآله وسلم "الآن"، ليس جسداً يرقد بالمدينة المنورة، بل هو: "موقف وشعار وجبهة وراية وسيف" .. موقف الحق ضد الباطل، وشعار الفضيلة ومكارم الأخلاق ضد الرذيلة والعادات الجاهلية الرعناء، وجبهة العدل ضد الظلم، وراية الحرية ضد العمالة، وسيف العدل في وجه الطاغوت والشيطان .. فلا تضيعوا جبهته فتضيعوا، ولا تنكسوا رايته فتسقطوا .. فو الله إنّ محمداً رفيق الله لا السلاطين وأحزابهم.
ما أحوجنا ونحن نحتفل بميلاد النور طه إلى التذكير بأن الرسالة المحمدية، ليست مجرد طقوس وشعائر جامدة، بل هي: ثورة على مبادئ وعادات وأخلاق الجاهلية الجهلاء, ثورة على تاريخ طالما احتضن الفساد لا سواه، ثورة على حياة جاهلية شبيه بحياة البهائم السائمة على وجوهها، ثورة رسالية عالمية غير مسبوقة في تاريخ الإنسانية غيّرت مجرى التاريخ البشري كله، لأنها أكبر من التاريخ، وأقوى منه على الصمود والديمومة والخلود، ثورة رسالية حملت بين ثناياها آمال الإنسانية وأحلامها وتطلعاتها، واحتضنت بين آياتها وسورها خيرات الأمم والشعوب وعزتها وكينونتها وكرامتها، ورفعت على الرؤوس لواء الحق والعدل والحرية والأمن والسلام والرحمة والتسامح والتعايش والإنصاف.
هذا هو رسولنا وهذه هي رسالته فمن هو رسول قتلة أحبته وما هي رسالتهم؟؟!!
* "نبينا يوحدنا .. ويحقن دماءنا"
"وحدتنا .. سرور نبينا"
شعارات يكثر تداولها دون أن نلمس لها أي أثر في واقعنا العربي والإسلامي ..
هذه هي أمتك يا نبي الرحمة والمستضعفين وهذا هو حالها .. أمتك يا نبي الرحمة والعزاء لك لم تعد تحفظ من سجل الرسالة الخالدة سوى الاسم ولم تعد تجيد سوى رفع وترديد الشعارات المجافية لواقعنا الذي بات أشبه ما يكون بالجاهلية الأولى ..
يا حبيب الله ها هو أبو لهب يطل على أمتك من جديد رافعاً رايتك ومنادياً بشعاراتك ..
يا حبيب الله ها هو أبو لهب باسم الحفاظ على دينك ينشر في أوساط أمتك الكبت والإرهاب ويصادر حريتهم ويشتري ذممهم وضمائرهم وولائهم .. يا حبيب الله هاهو أبو لهب يعود إلينا بأمواله وبناياته وعماراته ليحتقر أمتك ويستهين بها ويتلاعب بمصائرها، بينما أمتك كالسوائم
* الحديث عن حياة رسول الرحمة المهداة صلى الله عليه وآله وسلم؛ حديث عن شخصية عجزت عن إدراك غاياتها عقول البشر؛ لأن حياته صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين تجمعت فيها كل معاني النبل والفضيلة والكمال وأصبحت مصدر إشعاع لكل القيم الشريفة والمثل العليا؛ وهو من أدبه ربه فأحسن تأديبه، وحقائق تخضع لها عقولنا ونور ينسج ليل أفكارنا وظلمات صدورنا .. لذا كلما زاد اهتمام المسلم بدراسة حياة نبيه؛ زادته شوقا إليها وعلما ونورا وعقلا وخيرية ..
إننا أمام حياة نبوية خالدة، فياضة بالنور والهدى؛ متجددة بتجدد الأيام، متطورة بتطور العقل، حياة نبوية لها في كل جيل أثر، وفي كل أمة آية، وفي كل عصر قيمة ومكانة هامة .. فهل من وقفة صادقة للوقوف على تفاصيلها وتمثلها في حياتنا قولا وفعلا وسلوكا

ربيع الحرية المتصرم

زيد يحيى المحبشي
الحرية كلمة بسيطة النطق مكونة من ستة حروف، لكنها عميقة المعنى، لأنها تلخص تاريخ كفاح البشرية نحو الإنسانية والسلام، لذا فمن المستحيل لأي أمة من الأمم أن تتحرك نحو الحضارة والتقدم، دون أن تستنشق رحيق الحرية والاستقلال.

حب الحرية يتعارض كلية مع حب القوة.. حب الحرية هو حب الآخر وحب القوة هو حب النفس

حب الحرية الايمان العملي بالتعدد والتنوع والمواطنة المتساوية والتنمية المتوازنة والعدالة الاجتماعية، انها ببساطة حكم الشعب، حكم المؤسسات، مشاركة الجميع في بناء الحاضر والمستقبل.. حب القوة يقوم على الضد.

حب الحرية ثورة شعب ثورة أمة ضد طغيان سلطة قفصية تديرها دكتاتورية الأنا المتسلطة والمتحكمة دون سواها بغرفة الأقدار لأمة مسحوقة مظلومة مقهورة.

حب الحرية ثورة من ثلاثة مراحل متلازمة ومتداخلة هي: (الهدم وهو اسهلها، التحول/الانتقال وهو اخطرها لأنه يمثل جسر العبور الآمن بالثورة الى المرحلة الثالثة ونقطة الفصل في الحكم على نجاح الثورة من عدمه، البناء بناء اوضاع ونظام جديد يتوافق مع الاهداف التي قامة الثورة من اجلها).

وهذا يعني أنه لا قيمة للهدم ما لم يكن بهدف البناء، فهدم نظام فاسد بدون وجود خطة حقيقية لإقامة نظام عادل هو اخطر من النظام الفاسد ذاته والمستقبل الواضح المعالم لا يُبنى بالهدم فقط بل برؤى علمية واضحة الترتيب لما بعد الهدم.

انفجار ثورات الربيع العربي المتصرم على ايدي شباب الطبقات الوسطى والدنيا بقدراتهم المادية البسيطة وخبرتهم السياسية والتنظيمية والحزبية الضحلة بعيدا عن الاحزاب ودون قيادة واضحة تدير الفعل الثوري ورؤية عملية واضحة المعالم لما بعد الهدم.. لكن رغم ما سجلوه من مواقف ثورية جسورة بالنظر الى مشروعية المنطلقات الدافعة بهم الى ساحات وميادين الحرية والكرامة.. إلا أن وثبتهم الثورية المتطلعة الى المستقبل وصمودهم الأسطوري امام جبروت الديناصورات المتغولة، لم يكن سوى عامل واحد من عدة عوامل أخرى لعبة دور المساعد وبالأصح المخرج لفيلم السقوط المدوي وخدش طهر ونقاء الربيع العربي ومنعه من الانتقال نحو حسم الصراع لصالح الحرية في الوقت ذاته، ورغم النجاح الساحق لشباب الربيع في اسقاط الديكتاتور/ الديناصور فقد مني الفعل الثوري بالفشل الذريع عندما اراد التطلع للإطاحة بالمنظومة الديكتاتورية/ الديناصورية التي خلفها الديكتاتور العربي المتهاوي.

عوامل كثيرة قادة الى فشل الفعل الثوري في اسقاط المنظومة الديكتاتورية منبعها غياب القيادة الكارزمية الثورية وغياب الرؤية الثورية الواضحة لما بعد الهدم مضافا إليها بروز ثلاثة ظواهر متلازمة ومتداخلة لعبة دورا محوريا في خدش مشروعية احلام وتطلعات الفعل الثوري وخلق الارضية الملائمة لخروج افاعي وخفافيش الابواب الخلفية من جحورها وانقضاضها على حصان الثورة وكبح جماحه، وهي: (انقسام المعارضات، عسكرة الثورات، الاستنجاد بالأجنبي وطلب التدخل الخارجي).

ولهذا قلنا ان عملية الهدم المتمثلة في تغيير أو اسقاط أو رحيل أو هروب أو قتل الديكتاتور لا تعني بالضرورة تغيير النظام وسقوط منظومته الديكتاتورية (اعوانه، قيمه، أجهزته القمعية) ولا تعني بالضرورة ان طريق الاصلاح والبناء بات مفروشا بالورود، لأن مرحلة التحول ملغومة وحافلة بالكثير من المفاجآت الكفيلة بنسف واجهاض كل الآمال المعلقة على التغيير الآمن والسلس، خصوصا أن الحرس القديم بتلاوينه – وليس صانعي الثورة – هو الذي يضمن ويشرف ويدير هذا التغيير بدعم وإسناد وتوجيه منقطع النظير من طغاة الامبريالية العالمية وأعوانهم الاقليميين.

والحقيقة المرة أن الحرس القديم ما كان له تسنُم ظهر الثورة والثوار وما كان لقوى النفوذ الاقليمي والدولي هذا التدخل الموغل في الفحش لو كانت هناك قيادة ثورية موحدة ورؤية ثورية واضحة الترتيب لأولويات التحول والبناء.. وهو ما لمسناها في تغير وتزايد وتضارب مطالب الثوار كل يوم وتخبط رؤاهم وتشعبها وتضادها وما خلفته من كوارث ونتائج غير محسوبة العواقب.

والنتيجة استحالة بناء مستقبل واضح المعالم على رؤى غير واضحة واستحالة الانتصار للحرية لأن هدم الباطل يفوق بكثير القدرة على اقامة الحق بديلاً.

اليمن أحد بلدان الربيع العربي المتصرم كنموذج لم يحرز شيء بعد عامين من عمر الفعل الثوري، فالجمعة الجمعة والخطبة الخطبة والديمة الديمة، باستثناء متغير وحيد ويتيم الاحزان طبعا انصافا للتاريخ هو: (الانتقال من خطف الثورة إلى خطف الدولة والسيادة) وهكذا تحولت الحرية الحلم الوردي الى غابة اشواك اقحوانية فتاكة والثورة المحقة في منطلقاتها الاكثر من مشروعة الى كابوس وذعر ومخاوف لا تنتهي من اهاويل حاضر متشظ ومستقبل غير واضح المعالم وحرية لم تجد لها مكانا في عالمنا العربي بعد.. إنها ببساطة فتنة الفوضى بعد سكرة الثورة!!.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 30/نيسان/2013 - 19/جمادى الآخرة/1434

الدولة المدنية الحلم السهل الممتنع

الدولة المدنية الحلم السهل الممتنع
زيد يحيى المحبشي
الدولة المدنية لم تكن في يوم من الأيام دينية أو بوليسية بل مدنية مدنية في مبناها ومعناها.. الدولة المدنية كانت ولا تزال الأمل والملاذ لكل من يؤمن بالتعدد والتنوع والحرية للجميع دون تفرقة عنصرية على أساس المذهب أو العرق أو الجنس أو المستوى الاجتماعي..
الدولة المدنية الحلم والحضن الدافئ لكل من يؤمن بأن عملية التحول نحو المدنية لا يمكن ترجمتها دون توافر النية الصادقة والعزيمة النافذة والإرادة القوية والثقة المتبادلة بين مكونات الفعل السياسي وتجذر الولاء الوطني الخالي من شوائب التبعية وتقديم المصلحة الوطنية على ما عداها من المصالح والحسابات الضيقة والابتعاد عن التشنجات والنعرات الدينية والمذهبية والفكرية..
الدولة المدنية المرفأ الآمن لك وطني غيور يطمح إلى بناء المستقبل على أسس ومبادئ جامعة يؤمن بها جميع أبناء وطنه باختلاف مشاربهم ومأربهم واتجاهاتهم السياسية والثقافية والمذهبية والعلمية..
الدولة المدنية هي التعلم من التاريخ لا التغني به لأن المجد الحقيقي ما نبنيه في الحاضر ويحياه الناس دون أوهام ماضوية ماتت وشبعت موتا..
الدولة المدنية تعني ضرورة أن يعادل رفضنا للماضي الفاسد شجاعتنا في بناء المستقبل الواعد، والانتقال الواثق من الهدم إلى البناء ومن الشجب إلى العمل ومن اتهام الاخرين أو تخوينهم إلى اتهام النفس ومحاسبتها قبل الآخرين(جدية التخلي عن ثقافة اتهام وتخوين الاخرين للتهرب من مسؤوليتنا), والتحول العملي من سياسة الاستحواذ والإقصاء والتفرد بمفاتيح غرفة الاقدار إلى ثقافة المواطنة والمشاركة الوطنية المتسعة للجميع..
الدولة المدنية تعني ضرورة أن يدافع كل فرد من أفراد المجتمع عن حقوق الاخرين بنفس القوة التي يدافع بها عن حقوقه, دفاع المجتمع عن المظلوم والمقهور, دفاع القوي عن الضعيف وليس العكس, لأن التحضر يقاس بدرجة حماية الأكثرية للأقلية وليس العكس..
الدولة المدنية تعني خلق بيئة ثقافية وفكر إنساني حر لا يخاف بطش الاكثرية أو قوى النفوذ بتلاوينها ولا يبحث عن دغدغة المشاعر باللعب على وتر الدين أو المذهب او العرق أو الطائفة ووجود مثقفين يدافعون عن الحق والمجتمع دون تصفيق أو رياء لأصحاب السلطة والنفوذ, دون أن يبيعون أفكارهم وأرائهم لمن يدفع أكثر..
الدولة المدنية تعني وجود ارادة شعبية حقيقية ومؤثرة (قاعدة شعبية يمكن البناء عليها بشجاعة) تفهم معنى مدنية الدولة, ومستعدة لفعل أي شيء من أجل الوصول إليها, ووجود قائد قوي يملك حجة الحديث والمنطق لا قوة السلاح والبطش, قائد لديه رؤية علمية واضحة المعالم وواضحة الترتيب لأولويات البناء, ومستعد للموت من أجلها, لإيمانه بالوطن وبالمستقبل..
والدولة المدنية قبل هذا وذاك تتطلب وجود قادة جدد يقدرون الثورات الشعبية السلمية ويحترمون ارادة شعوبهم ويحمونها ويمنعون الفساد ويضعون حداً للانتهازيين والمتسلقين على أكتاف ودماء وتضحيات الثوار والثورات..
الدولة المدنية حلم وردي يحمل في طياته كل معاني الجمال, حلم اشبهه بطيف علان (قوس قزح) علا سماء ما بات يعرف بالربيع العربي.. غير أن فجائة الظهور السريع بما اشاعه من أحلام وأمال وطموحات, سرعان ما تلاشت وبذات الطريقة, مخلفة ورائها كومة من الاسئلة المتعثرة عن مستقبل شعوب ما يزال مكتنفا بالغموض الكبير, مستقبل شعوب سمية ظلما بسلة ورد الربيع المتفتح, ورد لم تنال منه سوى السراب/الطيف القزحي, ورد سرعان ما تحولت أزهاره العابقة الى اشواك اقحوانية متوحشة في تنمرها متوحشة في شدة ايلامها متوحشة في وخزها؛ وفي وسط غُدرة الربيع بدت الهوة شاسعة بين فساد الانظمة وحاشيتها ورغبات الشعوب وطموحاتها, بين اسقاط الديكتاتور المستبد وبقاء الديكتاتورية, بين شعوب تحلم بالتغيير وتخشاه، تصيح بالثورة وترفض دفع الثمن, بين عقل جمعي لا يزال يمارس سطوته في الساحات والميادين الربيعية القزحية ويتمنع التفكير على اصحابه وهواجس تحل محل الأفكار, محولة في طريقها احلام المدنية الى كابوس مخيف وحلم مستحيل ونهر من الدماء لا يزال يتدفف بغزارة دونما رحمة

السيناريوهات المتاحة امام العدوان

الاستمرار في الحرب: وهذا بات مكلفا جدا ماديا وبشريا ومحرجا امام شعوب دول العدوان وامام العالم وامام المنظمات الحقوقية لعدم تحقيقه أي شيئ على الميدان سوى المزيد من قتل المدنيين الأبرياء والمزيد من دمار المدمر
وقف العدوان: وهذا شيئ لا يمكن للمراهقين في الرياض وأبو ظبي قبوله لأنه لن يحفظ لهما ماء الوجه الممشوح ولن يمكنهما من استكمال مخطط تصفية خصومهم المحليين المعترضين على وصولهم الى كرسي الملك
تقسيم اليمن الى ثلاث دول: دولة في الجنوب معترف بها دوليا ويتم الاعداد لضمها لمجلس التعاون وتحضى بامتيازات اقتصادية خليجية وينكفئ العدوان داخلها عسكريا واقتصاديا وسياسيا ودولة معزولة ومحاصرة وغير معترف بها دوليا في شمال الشمال تحت نفوذ الحوثي ودولة تحضى بالدعم المالي والعسكري والسياسي لكنها غير معترف بها دولي في الوسط ووسط الوسط بقيادة علي محسن تشمل مأرب والجوف والبيضاء وتعز وأب وبالتالي ترك تحدي مصير شمال اليمن للتجاذبات المحلية بين دولتيه وهو السيناريو المتاح المطروح حاليا بقوة
.. زيد يحيى المحبشي

من شهداء قرية جبل المحبشي

بمديرية المحابشة محافظة حجة:
(1) علي عبدالرحمن محمد المحطوري؛ صعدة؛
 الحرب الرابعة
(2) علي محمد علي أحمد أبوهادي؛ أبين؛
الخميس
6 جماد ثاني 1436 هـ
26 مارس 2015
(3) علي يحيى حسين المعمري؛ المحابشة؛
الجمعة
9 رمضان 1436 هـ
26 يونيو 2015
(4) منصور محمد عبده المحطوري؛ المحابشة؛
الجمعة
 9 رمضان 1436 هـ
26 يونيو 2015
(5) طه محمد عبده المحطوري؛ المحابشة؛
الجمعة
 9 رمضان 1436 هـ
26 يونيو 2015 م
(6) أحمد هادي أحمد الرحبي؛ جبل يسوف/ أبين
الخميس
 14 شوال 1436 هـ
30 يوليو 2015
(7) عبدالحميد يحيى حسين المعمري؛ جبل يسوف/ أبين
الخميس
 14 شوال 1436 هـ
30 يوليو 2015
(8) علي يحيى هادي ناصر الشمري؛ ميدي
الأربعاء
 1 جماد أول 1437 هـ
10 فبراير 2016
(9) طه يحيى عبدالله المحطوري؛ بحيص الجر بعبس حجة
الثلاثاء
2 رمضان 1437هـ
 7 يونيو 2016
(10) علي خالد محمد علي هاشم المدومي ؛ عتمة/ ذمار؛
الخميس
26 جماد أول 1438
23 فبراير 2017
(11) صدام حسين محمد يحيى المحطوري؛ ميدي؛
الثلاثاء
7 رجب 1438
4 أبريل 2017
(12) يحيى يحيى محمد حسين المعمري؛  ميدي؛
السبت
17 شعبان 1438
13 مايو 2017
(13) مؤمن يحيى هادي ناصر الشمري؛ باب المندب؛
الخميس
22 شعبان 1438
18 مايو 2017
(14) نصر يحيى يحيى حسن أبو هادي؛  ميدي؛
الجمعة
 12 ذو القعدة 1438
 4 أغسطس 2017
(15) عبدالله عبدالكريم محمد المحطوري؛ الحديدة؛
الجمعة
3 صفر 1440
12 أكتوبر 2018
(16) علي زيد علي محمد المعمري؛ حرض؛
الإثنين
4 ربيع الأول 1440
12 نوفمبر 2018
(17) محمد عبدالرحمن محمد أحمد المعمري
الثلاثاء
13 ذي القعدة 1440
16 يوليو 2019
(18) محمد أحمد أحمد حسن أبو هادي؛ نجران
الجمعة
3 شعبان 1441
27 مارس 2020
(19) أحمد عبدالحفيظ يحيى المدومي؛ مارب
الخميس
23 شعبان 1441
16 أبريل 2020

شهداء أسرة بيت المحبشي

(1) عبدالخالق أحمد علي حسين عمار المحبشي؛ البيضاء
 الاثنين
17 محرم 1436 هـ
10 نوفمبر 2014
(2) طه يحيى أحمد أحمد المحبشي؛ البيضاء
الأحد
29 صفر 1436 هـ
21 ديسمبر 2014
(3) أحمد حسين محمد حسين المحبشي؛ أبين
 السبت
15 جماد ثاني 1436 هـ
4 أبريل 2015
(4) طارق يحيى علي قماس المحبشي؛ أبين
السبت
15 جماد ثاني 1436 هـ
4 أبريل 2015
(5) فارس يحيى حسين مصلح المحبشي؛ حرض
الاثنين
 5 رمضان 1436 هـ
22 يونيو 2015
(6) أسامة زيد أحمد حسين المحبشي؛ المحابشة
الإثنين
 12 رمضان 1436 هـ
 29 يونيو 2015
(7) على أحمد علي زيد المحبشي؛ أبين
الخميس
 29 رمضان 1436 هـ
16 يوليو 2014
(8) علي علي أحمد عمار المحبشي؛ جبل يسوف/ أبين
 الخميس
14 شوال 1436 هـ
30 يوليو 2015
(9) رضوان محمد أحمد عميش المحبشي؛ جبل يسوف/ أبين
الخميس
 14 شوال 1436 هـ
30 يوليو 2015
(10) إبراهيم محمد محمد عميش المحبشي؛ أبين
السبت
30 شوال 1436 هـ
15 أغسطس 2015
(11) سيف علي أحمد علي المحبشي؛ أبين
السبت
 30 شوال 1436 هـ
15 أغسطس 2015
(12) أكرم عبدالحفيظ حسين المحبشي (صنعاء)؛ مأرب
 الإثنين
22 ذو الحجة 1436 هـ
5 أكتوبر 2015
(13) توفيق علي أحمد عمار المحبشي؛ البيضاء
الجمعة
3 محرم 1437 هـ
16 أكتوبر 2015
(14) زياد يحيى علي حسن المحبشي؛ تعز
الجمعة
 28 ربيع أول 1437 هـ
8 يناير 2016
(15) حسن محسن يحيى حسين المحبشي؛ جيزان
 الخميس
25 ربيع ثاني 1437هـ
4 فبراير 2016
(16) عبدالحميد حسين علي ناصر حج المحبشي؛ ميدي
الخميس
 25 ربيع ثاني 1437هـ
4 فبراير 2016
(17) محمد محمد حسين علي زيد المحبشي؛ ميدي
الخميس
 25 ربيع ثاني 1437هـ
4 فبراير 2016
(18) عدنان علي حسين علي زيد المحبشي؛ ميدي
الاثنين
 6 جماد أول 1437 هـ
15 فبراير 2016
(19) محمد أحمد محسن أحمد محسن المحبشي؛ مأرب؛
الخميس
 15 جماد ثاني 1437 هـ
 24 مارس 2016
(20) أحمد علي يحيى عبدالله حج المحبشي؛ تعز
الخميس
28 جمادي الثانية 1437 هـ
7 أبريل 2016
(21) محمد زيد على حسن محسن المحبشي؛ ميدي
الجمعة
29 جمادي الثانية 1437 هـ
 8 أبريل 2016
(22) عبدالله محمد يحيى عبدالله حج المحبشي؛ تعز؛
السبت
 10 ذو القعدة 1437 هـ
 13 أغسطس 2016
(23) محمود عبدالله محمد حسن المحبشي؛ الطوال؛ جبل الدخان؛
 الجمعة
 14 ذو الحجة 1437 هـ
 16 سبتمبر 2016
(24) إبراهيم يحيى أحمد حج المحبشي – الربوعة/جيزان؛
السبت
7 محرم 1438 هـ
  8 أكتوبر 2016
(25) الشيخ صالح حسين علي المحبشي (من سكان خولان بمحافظة صنعاء)؛ الصالة الكبرى بصنعاء؛
 السبت 
7 محرم 1438 هـ
 8 أكتوبر 2016
(26) هاشم أحمد عبدالحفيظ عبدالرزاق المحبشي(من سكان مدينة صنعاء)؛ الصالة الكبرى بصنعاء؛
السبت
7 محرم 1438 هـ
 8 أكتوبر 2016
(27) عدنان يحيى علي قماس المحبشي؛ جيزان؛
الخميس
 10 صفر 1438 هـ
10 نوفمبر 2016
(28) محمد يحيى محسن علي عبدالله المحبشي؛ تعز/ وادي الضباب
الجمعة
 17 ربيع الاول 1438 هـ
16 ديسمبر 2016
(29) أمين علي محمد هادي المحبشي؛ المخا؛
 الأحد
غرة جماد أول 1438 هـ
29 يناير 2017
(30) يحيى أحمد يحيى عبدالله المحبشي؛ ميدي
الأحد
15 جماد أول 1438 هـ
12 فبراير 2017
(31) نصر علي وازع المحبشي؛(من سكان محافظة إب)؛ حرض؛
السبت
28 جماد أول 1438 هـ
25 فبراير 2017
(32) حمزة محسن محمد عائض المحبشي؛ المخا؛
الثلاثاء
7 رجب 1438 هـ
4 أبريل 2017
(33) عبدالمطلب يحيى حسن محسن المحبشي؛ ميدي؛
الثلاثاء
 28 رجب الأصب 1438 هـ
25 أبريل 2017
(34) محمد عبدالرحمن يحيى عبدالله المحبشي؛ تعز؛
الثلاثاء
 9 ذو القعدة 1438 هـ
 1 أغسطس 2017
(35) محمد يحيى علي قماس المحبشي؛ ميدي؛
الأربعاء
 15 ذو الحجة 1438 هـ
 6 سبتمبر 2017
(36) علي أحمد علي عمار المحبشي؛ ميدي؛
الأحد
 19 ذو الحجة 1438 هـ
10 سبتمبر 2017
(37) أحمد عبدالكريم عبدالله أحمد يحيى المحبشي؛ ميدي؛
السبت
3 محرم 1439 هـ
23 سبتمبر 2017
(38) علي علي محمد حسين المحبشي؛ معسكر الصمع بصنعاء؛
 الاثنين
12 محرم 1439 هـ
 2 أكتوبر 2017
وهو من محابشة خولان صنعاء مديرية جحانة ويعمل باللواء 62 مشاة ميكا
(39) أنيس نعمان عبدالله المحبشي أبو الحسن؛ (من محابشة بعدان بإب)؛ جيزان؛
الخميس
29 محرم 1439 هـ
19 أكتوبر 2017
(40) عبدالواسع علي احمد علي عبدالله المحبشي؛ ميدي؛
الأربعاء
20 صفر 1439 هـ
9 نوفمبر 2017
(41) إسماعيل عمر إسماعيل المحبشي؛ صنعاء؛
السبت
14 ربيع أول 1439
2 ديسمبر 2017
(42) محمد عبدالسلام ناصر علي عبدالله المحبشي؛ الحديدة؛
السبت
1 جماد الثاني 1439 هـ
17 فبراير 2018
(43) عبدالله محمد محمد المحبشي؛ (من محابشة زيلة المحبشي بعيال يزيد من محافظة عمران)؛ نهم؛
الخميس
6 جماد الاخرة 1439 هـ
22 فبراير 2018
(44) علاء عبده علي يحيى عمار المحبشي؛ جيزان؛
السبت
10 رمضان 1439 هـ
26 مايو 2018
(45) معين عبدالرحمن أحمد علي زيد المحبشي؛ جيزان؛
الاثنين
19 رمضان 1439 
هـ
4 يونيو 2018
(46) ماجد عبدالله حسين حج المحبشي؛ جيزان/حرض/جبل النار؛
الإثنين
27 رمضان 1439 
هـ
11 يونيو 2018
(47) عبدالله حسن محسن علي عبدالله المحبشي؛ ميدي؛
الخميس
  2 صفر 1440 
هـ
11  أكتوبر  2018
( 48) عبدالرحمن يحيى أحمد أحمد المحبشي الشهير بالمعطري؛ حيران حجة؛
السبت
 22 ربيع الثاني 1440 
هـ
29 ديسمبر 2018
(49) أنس علي علي ناصر حج المحبشي؛ حيران حجة؛
السبت
22 ربيع الثاني 1440 
هـ
29 ديسمبر 2018
(50) عبدالملك حسن علي حسين يحيى المحبشي؛ الساحل الغربي/ الحديدة؛
السبت
20 جماد أول 1440
هـ
26 يناير 2019
(51) محمد محمد عبده علي محمد حسن المحبشي؛ حيران/حجة؛
الإثنين
20 جماد ثاني 1440
هـ
25 فبراير 2019
(52) إسماعيل إبراهيم علي أحمد محسن المحبشي؛ دمت/ الضالع؛
الجمعة
14 شعبان 1440 هـ
19 أبريل 2019
(53) منير أحمد حسن محسن المحبشي؛ نقيل سمارة/ تعز؛
الأحد
14 رمضان 1440 هـ
19 مايو 2019
(54) بكيل عبده علي ناصر المحبشي؛ تعز؛
الخميس
25 رمضان 1440 هـ
30 مايو 2019
(55) هاشم يحيى عبدالله المحبشي الشهير بالقرو، قعطبة، الضالع
الثلاثاء
15 شوال 1440 هـ
18 يونيو 2019
(56) مفيد حمود محسن المحبشي؛ عدن؛ اغتيال اثناء خروجه من منزله لأداء صلاة الجمعة؛
الجمعة
23 ذو القعدة 1440 هـ
26 يوليو 2019
(57) النقيب عبدالله حسين صالح المحبشي، من ابناء عزلة ذي يونس- مديرية ضروان آنس - محافظة ذمار،
الجمعة
7 محرم 1441 هـ
6 سبتمبر 2019
(58) محمد حسين أحمد حج المحبشي، تم أسره في ميدي في مايو 2017 واستشهد تحت التعذيب بأحد سجون مأرب وأعلنت لجنة الأسرى التابعة لصنعاء عن ذلك يوم السبت 20 صفر 1441 الموافق 19 أكتوبر 2019
(59) عبدالواحد أحمد حسين المحبشي/ من محابشة صعدة/
الخميس
9 شعبان 1441 هـ
 2 أبريل 2020
(60) محمد عبدالرحمن محمد حسن المحبشي/من محابشة صعدة/
الثلاثاء
14 شعبان 1441هـ
7 أبريل 2020
(61) محفوظ محمد حسين علي المحبشي؛البضاء/ قانية
الخميس
26 شوال 1441 هـ
18 يونيو 2020
(62) "مجد" محمد يحيى عبدالله المحبشي، مأرب
الاثنين
12 محرو 1442 هـ
31 أغسطس 2020
(63) المقدم عبدالصمد أحمد حسين المحبشي، مأرب
الأحد
10 صفر 1442 هـ 
27 سبتمبر 2020
(63) عبدالولي أحمد محسن أحمد محسن المحبشي، مأرب
السبت
28 ربيع الأول 1442 هـ
14 نوفمبر 2020
(64) محمد علي حسين زيد المحبشي، مأرب
الثلاثاء
8 سبتمبر 1442 هـ
20 أبريل 2021
(65) عدي بن عبدالخالق بن حمود المحبشي، من محابشة السواد ببني جيش في عمران
مأرب
السبت
27 رمضان 1442 هـ
8 مايو 2021

(66) محمد أحمد عبدالله حسين حج المحبشي، مأرب

الجمعة

20 جمادى الأولى 1443 هـ

24 ديسمبر 2021

(67) محمد منير أحمد حسن محسن المحبشي، تعز

الإثنين

7 جمادى الثانية 1443 هـ

10 يناير 2022

(68) مختار يحيى علي علي المحبشي، شبوة
الأثنين
21 جمادى الثانية 1443 هـ
24 يناير 2022

(69) بشار بن عبدالرحمن بن حسين بن أحمد بن محسن المحبشي، تعز
الاثنين 
28 جمادى الآخر 1443
31 فبراير  2022

الرائد عبدالمطلب بن يحيى بن حسن بن محسن المحبشي

مثقف، ناشط اجتماعي، ثائر، مجاهد، قائد حركي وميداني، مدرب وقائد عسكري

شاب عصامي، يافع، فارع الطول، نحيف الجسد، بشوش الوجه، حسن الطالع، لين الجانب، سهل التعامل، سريع البديهة، بعيد النظر، واسع الافق، قوي الإرادة، ماضي العزم، يشع حيوية ونشاطا وشجاعة وثباتا وإقداما وعزة وإباءا وتضحية وشهامة وإيثارا.

 غادرنا ولم يتجاوز الثلاثين عاما، بعد حياة حافلة بالجهاد في سبيل الله ونصرة المظلومين ومقارعة الباطل والاصلاح بين الناس وفعل الخير، تاركا خلفه حزنا عميقا تلونت به كل جبهات العزة والكرامة، التي دونت في سجلاتها، مشاهدا من بطولاته، ستظل حكاياتها توقظ في ضمير الأمة عبرة تشير الى الطريق الصحيح الذي سلكه، وعبرة تسقي في نفوسنا جديب البقاء، لنتذكر دوما أننا بقينا في وطن حر، عزيز، مصان، لأن ترابه أنجب رجالا كعبدالحي.

 اشتهر في أوساط حركة أنصار الله بعبدالحي المحبشي، وكنيته أبو حمزة، مولده بقرية جبل المحبشي من مديرية المحابشة في محافظة حجة في يوم الجمعة 3 يوليو 1987.

ينحدر من أسرة بسيطة تمارس زراعة القات والبن، عاش حياة قاسية، وواجه الكثير من الصعوبات والعوائق، وكان كثير التسائل عن أسباب تلك الصعوبات والحكمة منها.

درس في المحابشة الى الصف الأول الثانوي، حاول بعدها الالتحاق بالمعهد المهني، لكنه لم يستطع المواصلة بسبب الظروف المعيشية.

 كان مولعا بالمطالعة العامة وقد أتاح له وجود مكتبة متنوعة بمنزل العائلة الفرصة لإشباع نهمه، وتوسيع مداركه ومعارفه وثقافته العامة، وخصوصا في الأدب والشعر وله العديد من المحاولات والكتابات الأدبية الواعدة.

في العام 2005 شد انتباهه، الحرب الظالمة على صعدة، أسبابها وحيثياتها وتداعياتها، وسبب صمت الناس حيالها، والتضييق الذي تعرض له علماء الزيدية وطلبة العلم في المحابشة، من الاجهزة الامنية حينها، بسبب تلك الحرب الجائرة.

 تساؤلات كثيرة دارة بعقله، تاركة مع مرور الأيام ندوبا وجروحا غائرة في قلبه الصغير، الذي لم يتحمل الصمت على مظلومية اخواننا بصعدة، ليقرر في العام 2009 الالتحاق بحركة أنصار الله.

 اكتسب خلال الفترة (2017 - 2009) علوم ومعارف جديدة وانخرط في دورات دينية وفكرية وصحية مكثفة، الى جانب دورات في فن الادارة والقيادة والعلوم العسكرية والاستخباراتية.

 في العامين (2016 - 2015) ركز على دراسة تضاريس وتاريخ ومكونات وعادات وتقاليد القبائل اليمنية، لأهمية ذلك في تسهيل تعامل وتواصل مقاتلي أنصار الله مع ابناء القبائل التي يتواجدون فيها وتسهيل عملهم الجهادي في المناطق المشتعلة.

أسندت حركة أنصار الله للشهيد المحبشي العديد من المهام خلال الفترة ( 2017 - 2011 ) تنوعت بين التحشيد الجماهيري الى ساحات التغيير، والتعبئة العامة الى جبهات القتال، بعد عدوان التحالف العربي بقيادة السعودية على اليمن في 26 مارس 2015 وتطبيب واسعاف الجرحى والمصابين، وحفظ الأمن والاستقرار في العديد من مناطق ومحافظات اليمن، والمشاركة في لجان الوساطة الخاصة بتهدئة الصراعات القبلية في بعض مديريات محافظة حجة، والانخراط في مختلف جبهات القتال الداخلية والحدودية، وتنفيذ مهمات عسكرية متنوعة، وكان أخر عمل له قبل رحيله في إطار القوات الخاصة التابعة لمكتب قائد حركة أنصار الله، كمدرب ومؤهل عسكري للأفراد والمدربين.

تميز الشهيد في كل المهام التي اسندت اليه بشهادة رفاقه بقوة الايمان بعدالة القضية التي يناضل من أجلها، وروح المبادرة، والتفاني والإخلاص في عمله، والايثار لزملائه، لدرجة توزيع ملابسه وما يتقاضاه من مرتب بسيط على المحتاجين منهم، والتصدق على الفقراء والمحتاجين في المناطق التي يتواجد فيها، وخلق علاقات طيبة مع سكان تلك المناطق، لمسنا دفئها في تواصل العديد منهم مع عائلة الشهيد بعد رحيله، وحزنهم العميق عليه.

أصيب اصابات بالغة في عدة جبهات، جعلته في اخرها، طريح الفراش لأكثر من شهر ونصف، وفي كل مرة كان يخفي على أهله اصابته، مكتفيا بالتواصل معهم، وزيارتهم بعد تماثله للشفاء، وتطمينهم بعدم وجود أي خطر على صحته أو حياته، طالبا منهم الدعاء بالموفقية لنيل شرف وكرامة الشهادة.

في شهر أبريل 2017 زاد ضغط العدوان على مديرية ميدي، وكان الشهيد حينها قد شارف على الانتهاء من تدريب وتأهيل دفعة جديدة من المدربين، ولأن الأدبيات العسكرية تقتضي اجراء الجانب العملي من التدريبات في الجبهة مباشرة، فقد قرر الشهيد الانتقال مع مجموعته الى جبهة ميدي،  رغم إلحاح المشرفين عليه، البقاء في التدريب، بسبب حاجة الجبهات المتزايدة للمجاهدين، لكنه أصر على الذهاب الى الجبهة، مترنما بمقولته الشهيرة وبمعنويات عالية: "ما لها إلا العزم" من أجل وقف عربدات وزحوفات العدوان، والتي زادت وتيرتها مع قرب زيارة الرئيس الإميركي ترامب للسعودية في 20 أبريل 2017 على أمل تحقيق أي إختراق ميداني، يشفع لبني سعود لدى سيدهم الزائر.

مثلت التبة الحمراء بميدي، نقطة استنزاف للجيش اليمني واللجان الشعبية، منذ بداية العدوان على هذه المديرية الحدودية المنكوبة، وفيها ارتقى معظم شهداء الجيش واللجان، إما بالغارات الجوية الهستيرية والتي لا تكاد تفارق سمائها، أو قنصا من على السفن الحربية الراسية في عرض البحر ومن صحراء ميدي.

تقع التبة الحمراء في المنطقة الفاصلة بين ميناء وساحل ميدي جنوبا، وهي عبارة عن مرتفع وحيد، تقع على قمته قلعة الامام، وسط صحراء مكشوفة ومفتوحة، ما جعل العدوان يركز عليها بشكل كبير.

بعد وصول عبدالحي الى المنطقة تدارس مع رفاقه أمر هذه التبة اللعينة، وضرورة استعادتها من مرتزقة العدوان، وفي ليلة الثلاثاء 28 رجب 1438 هـ، الموافق 25 أبريل 2017 قرر عبدالحي ورفاقه بدء الهجوم، ورغم انه لم يكن أمام المجاهدين سوى مدخل واحد للوصول الى التبة، مقابل تحكم المرتزقة في مدخلين التفافية، إلا أنهم تمكنوا بتوفيق الله من الوصول الى التبة والسيطرة عليها، بعد ليلة طويلة من المواجهات الضارية والتنكيل والفتك بقوى العدوان.

مع شعشعت ضوء صبيحة الثلاثاء تمكن المرتزقة من استجماع قواهم المنهكة، بالتوازي مع وصول تعزيزات كبيرة من معسكراتهم بقرى الموسم المحاذية في قطاع جيزان، بينها فرق خاصة من القناصة، وسط تحليق مكثف للطيران، حينها اكتشفوا مكان عبدالحي وجماعته، فأحاطوهم من كل الجهات، وقنصوهم واحدا تلوى الأخر، ولم يتبقى منهم سوى عبدالحي، حيث ثبت وحيدا وقاوم مقاومة القادة الابطال، وسط جيش جرار من المرتزقة، وظل يقاوم ويقاتل وجها لوجه، بشجاعة قل نظيرها حتى أخر رصاصة، لم يتراجع ولم يتعب ولم تخور قواه، بل كان واقفا على قدميه، مرفوع  الهامة، الى أن تمكن المرتزقة من إصابته بطلق ناري في رقبته وأخر استقر في جبهته، حينها أشاح ببصره نحو السماء مترنما "ربح البيع عبدالحي"، ومعها صعدت روح قائد فذ لم تنحني جبهته يوما لغير الله.

بقي جسده الطاهر في ساحة المعركة، الى ان تمكن الجيش اليمني واللجان الشعبية بعد 17 يوما من استعادة التبة واخراج الجثمان الطاهر، ليتم مواراته الثرى بمسقط رأسه، صبيحة الخميس 15 شعبان 1438 هـ، الموافق 11 مايو 2017.

هكذا هم رجال الله يكبرون في زمن الصغار، ويخلدون في أمكنة يتآكلها النسيان، ولا يغيبون عنا أبدا، فهم شموع تنير ظلام القلوب، وأسماؤهم؛ محاريب دعاء نتقرب بها إلى الله، وقرابين تسخو - في زمن القحط البشري - في سبيل شجرة الحق والعشق التي لا ترتوي إلا بدماء الأبرار والأحرار، فيرثون الأرض والفردوس معا.

أولاده: حمزة

قراءة في مفهوم التغيير

زيد يحيى المحبشي
التغيير الحقيقي والشامل حسبما قرأنا في العلوم السياسية يختلف كليةً عن التغيير الجزئي في مبناه ومعناه، لسبب بسيط هو أن الثاني مجرد محطة ترانزيت غايتها ترميم وتجميل الموجود القائم دون إحداث أي تحول فعلي في المنظومة العامة المثار عليها (تغيير في الأشخاص دون المساس بالسياسات ممزوجاً ببعض المحسنات الاقتصادية الممرحلة).

 بينما يقوم الأول على إحداث تحولات فعلية عميقة ونهائية على نحو يقطع مع عصر استبدادي كامل، وإقامة نظام جديد يتسع لكل أبنائه ودولة جديدة لم يعد فيها البلد مزرعة لأحد، وشعب يؤمن بحتمية التغيير كخيار وقدر غير قابل للمساومة والمتاجرة، شعب مستعد للتضحية ودفع الأثمان المترتبة على التغيير، وصولاً إلى امتلاك زمام المبادرة، شعب قادر على أن يحدد بالدستور والقوانين والشرعيات شروط ومواصفات من يحكمه وكيف يحكمه، شعب لديه من الضمانات ما يكفي لمنع أي سلطة رئاسية أو حكومية من التحول مجدداً إلى سلطة قمعية واستبدادية..

ضمانات تنبني على انشاء عقد اجتماعي جديد يضم دستور وأركان نظام ديمقراطي مؤسساتي مدني، يُؤسَسَ على أنقاض سلطة الرأي الأوحد والحزب الواحد، عقد اجتماعي جديد يُسمح فيه للمجتمع – بعيداً عن أهواء السلطة الديكتاتورية المتهاوية وسيوفها التي لا زالت مسلطة على رقاب الناس- بوضع قواعد وأسس دولة مدنية عصرية، لا رغبات فيها لسلطة تسعى إلى تأييد وتأليه وتقديس الأنظمة القفصية الاستبدادية، ولا ينفرد فيها الحاكم بالتحكم في غرفة الأقدار.

التغيير الحقيقي والشامل ببساطة هو نتاج طبيعي وترجمة عملية لتوافر الثقة المتبادلة بين أطياف الفعل الثوري والسياسي وإعمال الولاء الوطني وتقديمه على ما عداه من ولاءات ضيقة وقبل هذا وذاك وجود إرادة وطنية تؤمن بحتمية وضرورة التوجه الجِدِي الجمعي لتجاوز الرؤى الكلاسيكية القائمة على ثقافتي الغالب والمغلوب وإبدال التنابذ والتحاقد والتحارب بالتحاور والتدافع، والتوافق على معايير وآليات واضحة، تسهم بشكل ناجز في بناء منظومة علاقات متينة بين أطياف الفعل السياسي والثوري، علاقات واثقة ومطمئنه تضمن استمرار الطاقات المتعددة والمتنوعة وتضمن الاختلاف المذهبي وخصوصياته وتكفل طبيعة المحتوى الثقافي والفكري وخصائصه المتنوعة وتدفع بأطياف المجتمع معاً إلى ساحة الفعل الحضاري والتنموي، حسب رؤية المواطنة المتساوية والعيش الواحد المشترك والوطن المتسع لجميع أبنائه، ومن خلال روافد المحبة والتسامح والإقرار بمبدأ تكافؤ الفرص بين أبناء الوطن عامة.

وكل هذا لا يتأتى ولا يكون إلا في حالة واحدة وواحدة فقط، هي امتلاك القدرة والإرادة الجمعية لبناء منظومة متنوعة من الأسس والمرتكزات المُتَنَاغَم والمُتَوَافق عليها وإليها، تضمن البناء السليم للحاضر والانطلاقة الواثقة نحو المستقبل...
شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 23/آيار/2013 - 12/رجب/14

هتلر الحرمين الشريفين!!

الطريق إلى الجحيم مُسفلتٌ بالنوايا الحسنة والأهداف النبيلة والشعارات الرنانة والمنطق البارد الكئيب المتعطش للدماء والدمار والخراب ..
 إنه كوكتيل "مولوتوف قرن الشيطان" الحارق الذي لم يخطئ أبداً في إهدار الإنسانية عبر تاريخها الطويل والتلذذ بحفلات الدم والنار والقهر
* فباسم الخير الأعظم للأمة الألمانية أدار أدولف ألويس هتلر عجلة دمار كونية هائلة حصدت أرواح عشرات الملايين من البشر، مُحيطاً كل ذلك الإجرام والعدوان بموسيقى جميلة وتنظيم مثير للإعجاب ومذهب إعلامي ودعائي بارع .. ومخلفاً ورائه إرثاً دموياً خبيثاً لا زالت البشرية تعاني من ويلاته وأثاره الإجرامية إلى اليوم ..
 وأعانه على ذلك جمعٌ دمويٌ حاشد وكبير من الطغاة والمستبدين والمرتزقة، الذين لم يدخروا جهداً في ميدان التسابق لتسويغ وتعزيز قرفهم الهتلري النازي، بقائمة طويلة من الشعارات البريئة واليافطات المضيئة والنوايا الحسنة والاهداف النبيلة وغيرها من الأساليب الشيطانية التبريرية لجرائمهم ودمويتهم وطغيانهم وهمجيتهم ووحشيتهم ..
 * وباسم الخير الأعظم للأمة العربية ها هو هتلر الحرمين الشريفين يدير ذات العجلة الهتلرية التدميرية وبذات الطريقة النازية الموغلة في الفحش والإجرام والحقد المخضب بدماء الأبرياء ..
وهذه المرة ليس ضد المخالفين في المعتقد والفكر والعرق أو ضد أعداء الأمة العربية وناهبي خيراتها ومنتهكي حرماتها ..
بل ضد بلد يشاركه الجغرافيا والدين والفكر والتاريخ والعرق وصلات الرحم ..
 بلد جريمته الوحيدة أنه أراد العيش بحرية وكرامة وسيادة وعزة نفس بعد عقود من الوصاية والتبعية والهيمنة والإذلال والهوان والقهر التي لاقاها أبنائه من جار السوء .. وهو ما دفع سليل أكلة الأكباد إلى الاعتقاد بأن انتفاضة شعب اليمن الحر الأبي على طغيانه وجبروته وغطرسته وهيمنته خروجاً عن بيت الطاعة التي إعتادها جلاوزة أسرته المتهالكة، فلم يكن أمامه من خيار سوى استحضار اللعنة الهتلرية المحرقة للشجر والحجر والبشر من أجل تأديب المارد اليمني وإعادته إلى بيت الطاعة وهيهات له ذلك ولا نامت عيون الجبناء
اضاءة:
 "التشيع كلمة أغضبة الطغاة وزلزلت عروشهم وقضَّت مضاجعهم وسرقت النوم من عيونهم ..
وأحدثت هزةً عنيفةً في ضمير الأمة لا تدعُها تنام على التخلف والانهيار والذل والهوان
 زيد يحيى المحبشي؛ المنار المقدسية؛2015-04-14

صحافة الرجل الاخرس


زيد يحيى المحبشي
ليس بوسع حرفة الكتابة أن تكون شيئاً في عالم الفقراء, سوى حرفة غير مشروعة, يمارسها صحفيون لا حرية لهم, أمام مواطنين لا سلطة لهم, بموجب قانون كامن في حرفة الكتابة ذاتها.
ولذا نجدها في عهد الجاهلية الأولى سلاحاً إدارياً فتاكاً بيد الإقطاعيين والمؤسسات الدينية, لتتحول بعد ظهور الإسلام إلى أداة راقية, معنية بعمل رسالي غايته خدمة شرع الناس ودعوتهم إلى تحرير أنفسهم من أغلال الإقطاعيين والمؤسسات الدينية معاً.
أما اليوم فهي مجرد أداة مسلوبة الإرادة والهدف, تحركها السلطات الحاكمة والكارتلات الرأسمالية, لتسجيل ما ترى أنه يستحق التسجيل, وتزوير ما ترى أنه يستحق التزوير, وترك قضايا الواقع تتكلم في الشارع إلى ما لا نهاية, بعد أن صار الحديث عن قضايا أخرى خيالية ربما لا تنقصها الإثارة أو حُسن الصياغة بقدر ما ينقصها صوت الناس، أي صوت السواد الأعظم من البسطاء.
والأهم من هذا وذاك بروز طائفة من الصحفيين، لا هم لهم سوى التركيز على ترويج الشائعات وإثارة الفتن وتغذية النعرات والحساسيات بين الطوائف والمذاهب والعرقيات, وتأجيج نيران الصراعات السياسية والحزبية ومعاداة قضايا الفقراء وتلميع سلطات الأقفاص الزجاجية والتفنن في التحايل الإعلاني وغيرها من الأثافي والأساليب الملتوية واللآوية لعنق الحقيقة والسالبة لقُدسية وطُهر وأخلاقيات صاحبة الجلالة.
هي إذن الجاهلية الثانية تطل بقرونها المتشيطنة من جديد, ولكن هذه المرة من بوابة الصحافة العصرية في زمن صارت فيه العلاقة بين صاحبة الجلالة – الصحافة - وصاحب الجلالة - رأس المال - علاقة ملوكية قولاً وفعلاً قوامها الذهب والفضة.
فرأس المال يضمن وجود الإعلانات ويضمن في الوقت ذاته إسفين الصراعات السياسية والدينية والثقافية والفكرية والاجتماعية .. والذي بدوره يقود إلى فتح مناجم الذهب والفضة، وفتح طاقة ليلة القدر في سوق الصحافة، ما يجعل منها حرفة مجزية ومثيرة للرهبة، من حرقت الملكات، ولا زالت.
والعكس صحيح ففي غياب رأس المال تتحول الصحافة إلى مجرد سيدة من دون ألقاب, وفي مثل هذه الحالة لا يتوقع أحدٌ صحافةً اسمها "صاحبة الجلالة", وإذا ما حدثت فارقة وظهرت مثل هذه الصحافة فجأة, فإنها لا تكون صاحبة الجلالة حقاً، بل مجرد سيدة جائعة تعرض جسدها الجائع للبيع.
الصحافة في مفهوم الشرع الجمعي وسيلة اتصال وصوت مفهوم يتحدث عن واقع الناس, وينقل حديثهم عنه, لذا فهي لا تتعمد الانتشار بل تنتشر تلقائياً، لأنها صوت الناس أنفسهم كما يتردد في بيوتهم وشوارعهم، لا كما يتردد في ردهات وأروقة القصور وصالات وبورصات الكارتلات الرأسمالية والسلطات القفصية، المؤصدة الأبواب والأذان عن صرخات وآلام وأنين الفقراء.
الصحافة الرسالية لا تحفل بالمانشيتات العريضة والعناوين الضخمة, والتي أضحت في عالم اليوم أشبه بوسيلة التخدير ضد كل ما يحدث في الواقع, وهي في الزمان والمكان ومع ذاتها والآخرين ومع أشكال الحياة وأخطارها, تتقاسم العامل الأخلاقي والأمانة المهنية والنزاهة والتجرد والحيادية والموضوعية والمصداقية, وتنأ بنفسها عن التهويل والتلميع والترويج المجافي للحقيقة والواقع.
لذا فهي ليست وسيلة من وسائل جمع المال, ولا أداة من أدوات الارتباطات الأمنية, ولا بوقاً من أبواق إثارة الفتن والصراعات وإشعال الحرائق في صيغة التعايش المشترك, ولا جهازاً من أجهزة إرضاء خفافيش وعشاق الظلام وأعداء الحرية والرأي والرأي الآخر, وهي لا تضع رأيها الشخصي من وحي الاستدعاءات القضائية أو الأمنية أو الارتزاق الإعلامي أو الحقد الثأري أو الوثنية التي لا تعرف العبادة إلا مع الأصنام.
إنها باختصار شديد مهنة رسالية, تقاوم زمن الشبهة والزيف والمجاملة والمحاباة, لزمن القصابين والجلادين والعطارين وحملة المباخر.
فإذا كنت واحداً من أبناء هذه المهنة المتعبة, فعليك أن تعي جيداً أنك ستجد نفسك في بيئة, لا تعدك بغير التضحية والتعب والإرهاق وتلف الأعصاب, وبالقدرة على تحويل ترفك إلى نوع من الإثارة الطبيعية والتكيف الطبيعي, حتى مع ما يهدد أمنك واستقرارك ويخترق جميع حدود ذاتك ورغباتك, حينها فقط تصبح جزءاً من بناءات الذات الإنسانية الرسالية, المتبدد والمندثر داخلها كل ما هو أناني وانتهازي ووصولي, وتعويضها بوسام الشرف وعهد الوفاء للمهنة الرسالية.
أما عندما تتوحد الغاية مع الوسيلة توحيداً عضوياً, سمته الانفصالية والازدواجية, فستكون عاقبة المآل الدخول في دوامة الانفصام والالتباس والديماغوجية, وحينها تتحول حرفة الكتابة إلى مجرد صحافة خرساء مُهِينة وفاتكة بسمعة وشرف المهنة الرسالية, وحينها فقط نقول على الدنيا السلام ...

إذا أردت أن تخرب أي بلد فقط أطلق سراح الحمير فيها

"إذا أردت أن تخرب أي بلد فقط أطلق سراح الحمير فيها" ..
يروى أن أحدهم كان لديه حمارا يقضي له حاجاته وعندما ينتهي من مشاويره يربطه بشجرة أمام منزله ..
وفي أحد الأيام أتى إبليس وفك حبل الحمار وتركه وكان هناك حديقة مجاورة وبدأ الحمار يأكل الأخضر واليابس فيها .. صاحبة الحديقة سمعت الضجيج  فخرجت لترى الحمار يعبث بمحتويات حديقتها بعد أشهر من التعب والإنفاق في زراعتها ومن حرقتها دخلت المنزل وأخذت بندقية زوجها وأطلقت النار على الحمار فمات من فوره .. سمع صاحب الحمار صوت الرصاص فخرج ليجد حماره مضرجا بالدماء ومن فوره أخذ قضيبا كان مرميا على الأرض وضرب صاحبة الحديقة على رأسها فماتت من فورها..  وفي المساء عاد زوجها متعبا ومرهقا ليجدها مضرجة بالدماء فأخذ بندقيته وقتل صاحب الحمار وثارت الحرب بين العشائر وأزهقت الكثير من الأنفس البرئية ..
  وعندما سألوا إبليس لعنه الله أيش عملت .. قال لم أعمل شيئ  .. فكيت حبل الحمار فقط  ..
لذلك قالت الحكماء:
"إذا أردت أن تخرب أي بلد فقط أطلق سراح الحمير فيها"

عبودية الأذهان

عبودية الأذهان أشد فتكا وخطورة وتدميرا من عبودية الأوطان ولذا فعلينا أولا كي نحرر وطننا من دنس المحتلين تحرير عقولنا من عقدة الأنا والتطهر من وباء الانتقام والاحقاد والمصالح الشخصية والفئوية والعمل على تفعيل قواسم التقارب لا التنافر  والبحث عما يجمع الناس لا ما يفرقهم
.. زيد يحيى المحبشي

منهج السلامة كمدخل للتعايش السلمي

"التعايش السلمي ضروري وواجب شرعي وإنساني حتى تستقر الحياة وتستمر ويتحقق بذلك مفهوم الخلافة التي من أجلها وجد الإنسان، وذلك وفق منهجية إسلامية معتدلة بوعي"
.. الحبيب طاهر محمد الهدار
* ارساء قواعد السلم الاجتماعي والتعايش السلمي واجب شرعي وإنساني من أجل:
1 - طي صفحة المآسي والكوارث التي لم تعد تغادرنا بما فيها من ضعائن وأحقاد وأنانيات وتحريش وتجييش وتحريض وتكفير وتسفيه وهتك للحرمات وسفك للدماء المحرمة
2 - إطفاء فتيل الاشتعال الاجتماعي والفكري والثقافي والمذهبي الملتهب
3 - إزالة الحواجز النفسية والفكرية
4 - الخروج الآمن بالبلاد من هذه الدوامة القاتلة التي نعيشها .. ألخ
* ارساء قواعد السلم الاجتماعي والتعايش السلمي يعني ببساطة اتباع منهج السلامة القائم على:
1 - الوسطية الشرعية والاعتدال الواعي
2 - نشر ثقافة المحبة والألفة والأخوة والوفاء والتصالح والتسامح والتعاون على البر والتقوى
3 - التضحية بالمصالح الذاتية والتنازل لبعضنا البعض من أجل المصلحة العامة وحقن الدماء
4 - الإيمان بحتمية العيش المشترك والتعايش السلمي وحرية التعبير والتفكير والتنوع والتعدد والقبول بالأخر المختلف والتسامي على كل الجراح ..
اللهم اجعلنا من عبادك المخلصين واجعل حبنا وتواصلنا خالصا لوجهك الكريم
 جعل الله ايامكم عامرة باعمال الخير وصلة الأرحام وتعهد الجيران والفقراء والمحتاجين والتنفيس عن المكروبين واغاثة الملهوفين وجعلكم الله من الأزهار الالهية التي تزرع المحبة والمودة والتسامح والسلام والاخاء والفضيلة والأمل والابتسامة أينما حلت ونزلت