Translate

الأحد، 2 فبراير 2014

غول الفساد

"لو كان بي أن أكتب لمحو الفساد من المجتمع الإنساني والقضاء على شروره وآثامه لما حركت يداً، ولا جردت قلماً، لأني أعلم أن طلب المحال عثرة من عثرات النفوس، وضلة من ضلالات العقول، ولكنني أطلب مطلباً واحداً – لا أرى في عقول الناس وأفهامهم ما يحول بينهم وبين تصوره وإدراكه – هو أن يهذبوا قليلاً من هذه المصطلحات التي أنِسُوا بها والعناوين التي جمِدوا عليها، فلا يُسمون المنافق تقياً، ولا المتمجد ماجداً، ولا البخيل غنياً، ولا الفقير مجرماً، ولا المتوحش مُتمديناً، حتى لا ينزِع مُحسِنٌ عن إحسانه، ولا يستمر مُسيئٌ في إساءته"
.. مصطفى لطف المنفلوطي، النظرات، ج2، عالم الكتب- بيروت، ط1، ص 80

يا ولاة الامور يكفي خِداعاً


يا ولاة الامور يكفي خِداعاً...ونفاقاً على ذقون الشبابِ.
هل علمتم بما يعانيه شعبي...من غلاءٍ مدمرٍ واغترابِ.
إنكم قد خدعتم الشعب حقاً...بالمواعيد والأماني العِذَابِ.
غيروا الواقع المرير وإلا...غيّرتكم عوامل الاضطرابِ.
حسِنوا الوضع ما استطعتم وإلا...أعلن الشعبُ حالة الاضرابِ.
أنقذوا الشعب من مآسٍ جِسَامٍ...فهو مضنى ومرهق الأعصابِ.
وفروا القمح أولاً ثم سووا...بعدها ما أردتم بالذُبابِ.
لا تخافوا على زوال الكراسي...فالكراسي قد أُدرجت في الحسابِ.
ما استفدنا منكم سوى خلق وضعٍ...فوضويٍ مُخادِعٍ كذّابِ.
لو أردتم إفادة الشعب حقاً...ما انتهكتم حقوقه كالذِئابِ.
انهبوا واسلبوا المواطن سلباً...فهو راضٍ منكم بأي عذابِ.
مثلِّوا واضحكوا على كلِ شخصٍ...بالخطابات يا اُولي الأذنابِ.
اقتصادُ البلادِ صار خراباً...ما هو السر يا خراب الخرابِ؟؟؟.

بتصرف من قصيدة مطولة للشاعر عزالدين عبدالله جحاف بتاريخ 15 فبراير 1993 ضمنها ديوانه المسمى "بشائر النصر" ص 83 – 85 نشرت طبعته الاول مؤسسة الثورة للصحافة والنشر عام 2001